مقالات
حمي الله مصر من المحرقة الكونية
محسن عبد الخالقيعيش العالم مأساة كَونِيَّة تَجُرّ وجه التاريخ زَحفًا على الأرض ..
ويعيش العرب أيامًا تقطُر دمًا ..
وحُزن يكاد يكتم الأنفاس ..
أشعر بأسى وأنا أكتب عن وطن محكوم عليه بالجراح ، فيه قلوب إنكسرت ، وأفئِدَة إنجَرَحَت وشعوب يُوَحّد بينها لَهِيب داخِلى ، وهَوَاءًا مَكتُومًا مَخزُنًا وعَصِيًّا .
أتلفت حولى وأكاد لا أصَدّق ما أرى ، فالمَشهد فيه أشياء يتعَذَّر التعبير عنها ..
وسط هذه المحرقة الكونية تتبدى خصائص شعبنا أكبر من جِراحهِ ، وأنه قَادِر على أن يتجَاوز لحظة الحُزن ويواصِل صُنع التاريخ بَعدها ، وتلك وَمضة الإعجاز ..
إنهم يريدون :
إقعاد همَّته لنَزع مناعَته وضرب إرادته ، وتجريده من أهم سلاح لديه وهو مَعنَوِياته وإحساسه بأنه قَادِر إنهم لا يريدون فى هذا الموقع من العالم قوَّة مُؤَثّرة قادِرة على التأثير والإشعاع ، ولا يريدون زمان مصرى القادِم وسط حرائق نار لا تنطفىء ونزيف لا يلتئم جراحه ..
ان هذا الشعب الأسطورى سيظل يدافع بالبطولة عن إرادته واعِيًا وعَارِفًا أن هَزيمة السلاح ” حَادِثَة ” لكن هَزِيمَة الإرادة ” نهاية ”
وأن أحدُأ لا يستطيع أن يصهرنا إلا بقدر ما نحن مستعدين أن نذوب ..
إذًا ..
لم نكن أحوج مما نحن الآن إلى وقفة وإلى فهم وإلى تَدَبّر نتأمل فيها دون أن نتوقف ، ونراجِع فيها دون أن نَتَكَبَّر ، ونَتَعَمَّق – ولو قليلاً – دون أن نَغرق ، ذلك بعد حَذف كل الجزئيات التى تُشَوّه المَشهد ..
نحتاج أن نتماسك وان نتلاحم شعب واحد فى رؤيته ، توحّده غاية قُصوى واحدة ، يتبعُها صالح عام واحد ذلك قبل أن يتركنا التقدم وراءه بقايا من قرون خَلت نُوغِل فى السراب كما التائهين على الطرقات وتصبح هذه الفترة زَمَنًا خاليًا من التاريخ يُمكِن شَطبها وإزالتها من التقويم ..
أن تبقى وحدتنا سليمة ، ذلك يكون الرَّد وتكون الإجابة ..
سَلمت يا وطَنِى.