مقالات
الشرطة المصرية في عيدها الـ 68
محمد عبد المنصفتحتفل الشرطة المصرية هذه الايام بعيدها الـ 68 الذي يواكب ذكري المواجهة غير المتكافئة بين قوات الجيش البريطاني، عام 1952 مع عساكر الدرج بمحافظة الاسماعيلية،الذين رفضوا تسليم أسلحتهم للاحتلال الانجليزي وقاوموا حتي نفذت ذخيرتهم، وطبيعي أن ينتهز كل محب لوطنه هذه الذكري للتذكير بقيمة تضحيات هؤلاء الأبطال فداء لوطنهم .
فليس أقل من أن نتفهم مشاكل تلك المهنة خلال احتفالنا بعيدها السنوي، وفي مقدمة ذلك الخلاف اليومي عند تعامل المواطنين مع رجال الشرطة، وهم يتخدون تدابير احترازية حفاظا علي أرواح الأبرياء من الاعتداءات المتكررة التي طالت المدن والقري والصحاري علي حد سواء، في ظل تفام حجم العمليات الارهابية التي يقوم بها مرتزقة مدعومون من أجهزة مخابرات دول معادية.
وفي اعتقادي أن الاعلام قد ساهم علي مدي عقود في زرع الفجوة النفسية بين رجال الشرطة والمواطنين بتقديمه رجل الشرطة علي انه انسان يعشق تعذيب الأبرياء دون مبرر، أو أنه عاجزعن منع الجريمة قبل وقوعها، او علي انه انسان مرتشي، وغيرها من السلبيات التي جعلت أغلب الشباب الصاعد يرفض الانخراط في تلك المهنة الشاقة، ويظهر ذلك جليا عندما تعلن الوزارة عن حاجتها لخفراء او جنود من الدرجة الأولي او صف ضباط .
اما عن البرود الذي يتسم به دائما رجل الشرطة فلأنه يتعامل أساسا مع معتادي الاجرام، أخذا في الاعتبار التقدم الرهيب في فن الجريمة، ودخول التكنولوجيات الحديثة كعنصر مساعد وربما اساسي ،مما جعل مهمة الشرطة اكثر صعوبة، لاسيما مع طول ساعات العمل التي يقضونها في الاقسام اوالخدمات الامنية.
أضاف الي ذلك تشيعهم من وفت لآخر زميل لهم واحساسهم المستمر بانهم في انتظار الموت ، في ظل ضعف رواتبهم رغم ارتفاع اعباء المعيشة وحاجتهم الي توفير الاموال اللازمة لتعليم اولادهم في الجامعات، وتزويج بناتهم.
اضف الي ذلك قدم الاسلحة التي يستخدمونها وتقادم اغلب مباني الشرطة علي مستوي الجمهورية سواء أكانت نقاط بوليس في القري أواقسام شرطة في المدن والمراكز، ومعها استراحات ضباط وجنوب الشرطة التي تصدع كثير منها، وأصبحت في حاجة الي اعادة تاهيل وتطوير.
أتمني ونحن نحتفل بذلك العيد الي نفتخر به أن يبذل الاعلام ومعه الدراما جهودا حقيقية ، في اعادة بناء الثقة بين افراد الشعب ورجالات الشرطة علي اختلاف درجاتهم، فتضحياتهم لا تنسي والفئات التي تتمتع بصفات الخير منهم أكثر من الذين باعوا ضمائرهم .
ولن يقتنع المواطن بذلك الا اذا كانت زيارة أقسام الشرطة، جزء اساسي من الانشطة الطلابية علي مدي مراحل التعليم المختلفة، بداية من المرحلة الابتدائية وحتي الجامعية، فليس من راي كمن سمع، وكنا في الماضي نستعين بطلبة المرحلة الثانوية والجامعات خلال اجازة الصيف في تنظيم المرور، وكان لذلك اثره في تناقل طبيعة المهنة بين الشباب بعضه وبعض.
نتحدث جميعاعن سلبيات رجال الشرطة دون أن نذكر صعوبة المهنة التي لا يمكن فهمها الا بمعايشتها، فلنحاسب المقصرين، دون أن ننسي اولئك الذين يؤدون واجبهم بتفاني واخلاص، وعلي راسهم الشهداء الذين قدموا ارواحهم رخيصة من أجلنا نسال الله ان يرزقهم جنة الرضوان، وأن يعيننا علي رعاية أسرهم بما يليق بتضحياتهم .