مقالات
عندما سافر القدر .. يوما مع المنطق
صفاء الطويليُحكَى أنهُ... كانَ هُناك شخصاً يُسمَى (القدَر) وشخصاً آخر يُدعَى (المنطِق) كانا يركبا سوياً شاحنة في سفرٍ طويل وأثناء الطريق تعطلت الشاحنة وحاولا أن يُكملا طريقهما سيرا على الأقدام ولكن .. نالَ منهُما التعب فحاولا أن يجدا لهما مأوى قبل أن يحِل عليهما الليل ولكنّ دونَ جدوى فقرر (المنطق) أن ينام تحت شجرةٍ كانت بجانب الطريق أما (القدر) فقرر أن ينام في منتصف الطريق فقال له (المنطق) : إن ما تفعله هو الجنون سوف تُعرِض حياتك للخطر وربما للموت فمن الممكن أن تأتي سيارة مسرعة وتدهسك فقال له( القدر) مُبتسماً : وما أدراكَ .. فربما تأتي سيارة وتراني فتنقذنا معاً وبالفعل .. نفذَ كلٍ منهما ما إنتواه فنامَ (المنطق) تحت الشجرة آمنا مُطمئناً أما ( القدر) فتمدَد في نهر الطريق آملا في تحقيق نظريته الإحتمالية للنجاه وبعد مرور ساعة تقريبا جاءت سيارة مُسرعة ولما رأى سائقها الذي كان يسير بأقصى سرعة شخصٌ في طريقه حاول أن يتوقف .. ولكنه فشل في ذلك فكان عليه أن ينحرف بكامل سرعته عن الطريق حتى لا يدهس (القدر) ولكنه عند انحرافه عن الطريق لتفادي (القدر) قد اصطدم وبكل قوة بالشجرة التي على جانب الطريق فدهس (المنطق) وقضى عليه في الحال وهُنا.. إنتصرَ ( القدر) ونجا وهُزِم (المنطق) فمات رغم ماكان يشعرُ به من ثقةٍ و إطمئنان هكذا هو حالُنا... نُفكرُ ونضع الخِطط والاحتمالات وربما الآمال والأحلام فنُصدَم .. عندما نرى النتائج التي لم تكن في حُسباننا و التي لم تتفق ولا تتسق مُطلقا مع المُعطيات فحياتِنا ليست نظرية مُسلَّم بها وليست مُعادلة محسومة الأطراف معلومة النتائج وأيضا .. ليست متروكة ليُديرها المنطق بِكل ثوابته وبديهياتِه ومُسلماتِه فهناكَ قُوَى أعلى وأحكم وأعقل تُديرُ هذا العالم وإن لم نُدركها نحنُ بضعفنا ومحدوديتنا في حينها.. فسيأتي الوقت ونعلمُها حينما نراها بأعيننا تجاربٍ حَية نعيشها ونكونُ نحن نتائجُها وإن كان يكفينا شرفُ المحاولة وفي تقديري.. أننا سنؤجَر بإذن الله على كل محاولة وكل مقاوَمة وكل فكرة اختلقتها عقولنا لحل المعادلة وتبسيط الحياه على أنفسنا وغيرنا فيجب ألا نتوقف عن المحاولة والمقاومة واستعمال عقولنا وادراكنا حتى نستطيع تقبل أقدارنا حين تأتي فنكون قد إجتهدنا و أرحنا ضمائرنا وقمنا بواجبنا تجاه أنفسنا وإن اختلفت أقدارنا مع ما نأملهُ ونحلمُ بهِ ومع ما تستوعبهُ عقولنا وقلوبنا فهنالِك .. يجبُ الاستسلام و التسليم ولا نسألنَّ عن السبب فهناك ربٌ ( سبحانُه) بيدهِ القدَر ويُعطينا ويبتلينا على قدر إحتمالنا وإن اعتقدنا غير ذلك لبعضِ الوقت ... فهوَ خالقُنا و الأرحمُ بِنا والأعلمُ .. بِأحوالنا اللهُم جَمِّل أقدارنا .. وأرضى عنا وارضنا ربنا ولا تُحملنا مالا طاقة لنا به واعفُ عنا وإغفر لنا وارحمنا اللهم آمين يارب العالمين