الإنطباع الأول والحكم علي الأشخاص

جريدة البوابة المصرية
جريدة البوابة المصرية
ارتفاع حصيلة التفجيرات في لبنان إلى 14 شهيدًا وأكثر من 450 جريحًا لاتهامها بانتهاك القانون الإنساني.. ألمانيا توقف إرسال الأسلحة لإسرائيل ”الصحة اللبنانية”: 14 قتيلا و450 مصابا جراء تفجيرات أجهزة الاتصال اللاسلكية اليوم الصحة اللبنانية: 9 قتلى وأكثر من 300 إصابة حصيلة الموجة الثانية من التفجيرات رسميًا.. روما يعلن خليفة «دي روسي» في تدريب الذئاب الصليب الأحمر اللبناني: 30 فريق إسعاف يشارك في نقل المصابين جراء الانفجارات وزير الدفاع الإسرائيلي: بدأنا مرحلة جديدة في الحرب مع لبنان السياحة تطلق أولى فعاليات مشاركتها في المبادرة الرئاسية ”بداية جديدة لبناء الإنسان” وزير البترول يبحث مع الرئيس التنفيذي لمجموعة بتروناس الماليزية خططها الاستثمارية فى مصر غارات إسرائيلية على جنوبي لبنان تزامنا مع تفجيرات جديدة لأجهزة اتصال لاسلكية التموين: الغاز الطبيعى المستخدم فى إنتاج الخبز المدعم ”سعره ثابت” الأمين العام للأمم المتحدة يعرب عن قلقه بشأن الأحداث في لبنان

المرأة والصحة

الإنطباع الأول والحكم علي الأشخاص

الانطباع الاول
الانطباع الاول

يكوّن المرء انطباعا أوليا جيدا عن الآخرين من خلال السلوكيات والشكل الخارجي وافتراضات ما سيكون عليه الداخل، والحقيقة أن 95 بالمئة يشكلون رأيهم خلال الـ10 أو الـ40 ثانية الأولى من اللقاء الأول، بحسب الدراسات والأبحاث التي تؤكد أنهم حالما يخلصون إلى نتيجة حول المرء فإنهم لا يميلون إلى تغييرها ويجدون صعوبة في تبديد الانطباع الأول أو التخلص منه، إلا أن ذلك لا يعني استحالته.

وليس معنى الشعور بالراحة تجاه شخص وأخذ انطباع إيجابي عنه نهاية الأمر، فهناك خطوات تؤكد صحة تلك التوقعات التي كانت حصيلة الانطباع الأول، من خلال تصرفات هذا الشخص ومواقفه وتأكيد التوافق حول بعض المسائل، فمن الممكن أن ينهار الانطباع الأول بسبب التصرفات الخاطئة التي تهدم العلاقة كلها، فالانطباع الثاني هو مكمل وضروري لترسيخ ما خلص إليه الانطباع الأول.

ويقول الدكتور محمود غلاب، أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة: إن الانطباع هو مجموعة من الآراء التي يكونها المرء عن الشخص الذي يقابله، ويمكن للمرء أن يخلف انطباعا من اللقاء الأول، أو بمعنى أدق خلال الدقائق الأولى من التعارف، لافتا إلى أنه حتى يعطي المرء انطباعا جيدا في المرة الأولى سواء في مقابلة عمل أو مع أشخاص عاديين أو خلال لقاءات أسرية يحتاج إلى بعض الأمور والسلوكيات، منها الاهتمام بالمظهر والشكل الخارجي، والذي غالباً ما يكون المؤثر الرئيسي في الانطباع الأول، أيضا بث روح الطاقة الإيجابية من خلال الابتسام والمرح والدعابة اللطيفة، والبحث عن النقاط المشتركة مع الآخر، محذرا من اتباع مبدأ الجدال خاصة في اللقاء الأول، فهو يعطي انطباعا سيئا.

الانطباع هو مجموعة من الآراء التي يكونها المرء عن الشخص الذي يقابله، ويمكن للمرء أن يخلف انطباعا من اللقاء الأول

وتابع غلاب: يجب أن يدرك المرء أن كل شخص سيحكم عليه من وجهة نظره الشخصية، سواء تركت له انطباعا أم لا، لذلك عليه أن يحاول أن يكون مؤثرا خاصة خلال الفترة القصيرة، مشيرا إلى أن الإنسان لا يمكنه إظهار كل جوانبه من خلال لقاء واحد أو في البداية، لذلك يجب أن يدرك الشخص أن البعض سيراه سيئا مهما حاول، وعليه تقبل هذا الأمر والتعامل معه.

هذا وقد كشفت دراسة أسترالية عن أن الانطباع الأول هو الذي يدوم لفترات طويلة، فخلايا المخ تجعل الأحكام المفاجئة حتى قبل أن تتخذ قرارا واعيا حول الشخص، فعندما يقابل الإنسان شخصا لأول مرة، يصدر أحكاما فورية عن شخصيته على أساس كيف يبدو بالفعل، إلا أن الأبحاث الحديثة ترى أنه يتم إجراء هذه الأحكام حتى قبل أن يكون لدينا وقت لتشكيل أو جمع أفكارنا.

وقام العلماء بجامعة “ملبورن” باستخدام تكنولوجيا أشعة الرنين المغناطيسي (EEG) لقياس النشاط الكهربائي للمخ بين الأشخاص الذين ينظرون في صور مختلفة، من صور طعام ومشاهد اجتماعية أو سيارات أو أموال، وفي اختبار للمتابعة أظهر العلماء للمشاركين في الدراسة نفس الصورة مرة أخرى، إلا أن هذه المرة سألوا بعض الأسئلة حول كل صورة، مثل كيفية إثارة الظنون لديهم أو كيف تجعلهم يفكرون بشدة في المستقبل؟ حيث توصل العلماء من خلال تحليل صور الأشعة بالرنين المغناطيسي إلى أن الانطباعات التي أخذها المشاركون في الدراسة، ظلت هي نفس الانطباعات التي اتخذوها أول مرة.

الحكم السريع على الآخرين وتكوين انطباع سيء عنهم قد يكون خاطئا، ربما لأنهم لم يكونوا بكامل جاهزيتهم

وهو ما يؤكده الدكتور سعد عبدالرحمن، أستاذ علم النفس الاجتماعي بجامعة عين شمس، والذي يقول: إن الانطباع الأول الذي نكونه عن شخص ما له أهميته الكبرى عند التفكير في إقامة علاقة دائمة مع الآخرين، وإذا خطا الشخص الخطوة الأولى بطريقة خاطئة، فإن العلاقة المستقبلية مع الآخرين لن تكون مريحة تماما، حيث أنه من الصعوبة إعادة الثقة بالآخر بعد تزعزعها إلا إذا كانت تحكمك به صداقة طويلة وقوية ومتينة.

وعلى خلاف ذلك، يرى إبراهيم السيد، المتخصص في التنمية البشرية، أن الحكم السريع على الآخرين وتكوين انطباع سريع وسيء عنهم، قد يكون خاطئا، ربما لأنهم لم يكونوا بكامل جاهزيتهم أثناء اللقاء بسبب المظهر والشكل الخارجي أو الحالة النفسية والسلوكيات، حيث قد يحتاج الأمر إلى وقت أطول لتكوين الرأي الصحيح عن الشخص.

لافتا إلى أن الشخص قد يفشل في جعل الناس يكوِّنون عنه انطباعا حسنا في أول لقاء، إلا أنه قد يستطيع تغيير هذا الانطباع بتحسين تصرفاته وسلوكاته ومظهره الخارجي، ما يمكن أن يمحو ذلك الانطباع الذي قد نظنه راسخاً، لكن ما يلبث أن يتلاشى ليحل محله الرضا والقبول، بل والابتهاج والراحة عندما تقابل أولئك الأشخاص مرة أخرى، وقد يتطور الأمر إلى تقريع لذواتهم وشعورهم بالذنب والخجل من تكوين ذلك الانطباع السيء، مشيرا إلى ضرورة تجنب اتخاذ أي انطباع سريع، سواء كان حسنا أو سيئا، ولندع الشخص يأخذ فرصته كاملة لإظهار سلوكه، فالوقت كفيل بإظهار كل شخص على حقيقته، بحيث يكون التقييم متكاملا، ما يمكن من تكوين رأي سديد عن الشخص، وليس متسرعا يخضع للظروف الوقتية والعوامل الخارجية.



Italian Trulli