العالم
بريطانيا ترفض مقايضة إيران على ناقلتها وتحثها على احترام القانون الدولي
مجمد عارفمع التصعيد والتعنت الإيراني وممارساتها في الخليج تنجذب الدول الأوروبية لمسار وقناعات ووجهة واشنطن وقد يترتب على ذلك خطوات في ملفات رئيسية منها الملف النووي خاصة مع اللعب الإيراني الذي يتصف بالخطورة في هذا الملف الحساس والذي يهم الدول الأوروبية خاصة مع معاودة إيران العمل في مفاعل آراك، ولا شك أن الحرب في المرحلة الحالية وعلى المدى المنظور مستبعدة فالحال الآن في مرحلة ممارسة الضغوط وتضييق الخناق والحصار على إيران لجلبها إلى التفاوض بشروط واشنطن وهنا طهران تحاول إبداء تماسكها حتى لا ترضخ وتذهب للتفاوض الذي من شأنه أن يفضي إلى نزع أنيابها والتخلي عن كثير من أوراق نفوذها بالشرق الأوسط، ووفق نتائج هذه المرحلة ستتضح بعض ملامح المرحلة اللاحقة لأن الحرب لن تتقرر إلا مع نفاذ كل أوراق الضغط على إيران مع استمرارها في العناد.
وتحتجز سلطات جبل طارق، الخاضعة للسيادة البريطانية، ناقلة نفط إيران منذ مطلع شهر يوليو، بزعم أنها كانت متجهة إلى سوريا مخالفة عقوبات الاتحاد الأوروبي على دمشق، فيما احتجز الحرس الثوري الإيراني ناقلة "ستينا إمبرو" البريطانية ردا على ذلك.
من جانبه قال أحمد قبال، الباحث في الشأن الإيراني، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يناور من أجل أهداف سياسية وعسكرية واقتصادية، في مقدمتها تشكيل تحالف دولي جديد ضد إيران كمقدمة لإنهاء اتفاق 5+1، وبدء مرحلة جديدة من العقوبات الدولية ضد إيران، دخلت بريطانيا بؤرة الصراع والصدام مع إيران بوصفها القوة الدولية الأقرب للولايات المتحدة وفق إعادة صياغة مكانة دولية جديدة ما بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وأضاف قبال في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن التطورات الأخيرة باحتجاز الناقلة البريطانية أظهرت قوة إيران في الرد بالمثل وعدم قدرة بريطانيا على حماية سفنها. وإن كانت إيران تتجنب الاشتباك مع الجيش الأمريكي إلا أنها تختبر خصومها الغربيين لمعرفة مدى قدرتها على التحرك في الخليج دون عقاب مع تفادي نشوب حرب شاملة، لكن هذا النهج ربما يشوبه سوء التقدير، الأمر الذي من الممكن أن يؤدي إلى نشوب نزاع مسلح له تداعيات عالمية.
وأشار الباحث في الشأن الإيراني، إلى أن بريطانيا أدركت أخيرا أن إيران تسير وفق مبدأ النفس الطويل وسياسة عض الأصابع، وأن عليها عدم التفريط في قدراتها ومكانتها الدولية لصالح إيران، وإن كانت حتى الآن تسعى للحفاظ على الاتفاق النووي مع أطراف الاتفاق النووي، إلا أنها أيضا تحاول إقامة الحجة ضد إيران للتأثير على الأطراف الأوروبية الأخرى بالإضافة إلى روسيا والصين ومن ثم تسعت بريطانيا لإقامة تحالف دولي لحماية الملاحة في الخليج بالتوازي مع تحالف آخر دعت إليه الولايات المتحدة دون الظهور في موقف المؤيد لسياسة ترامب بوجه عام، ومما لا شك فيه أن تنسيق يجري بشأن إيران على أعلى المستويات بين الولايات المتحدة وحليفتها بريطانيا بوصفها الحليف الأقرب والأكثر خبرة في شئون الشرق الأوسط.