يستفتونك عن تحسين دخول الصحفيين، فقل بالتفاوض

جريدة البوابة المصرية
جريدة البوابة المصرية
جهاز تنمية المشروعات يطلق النسخة السادسة من معرض "تراثنا" للحرف اليدوية والتراثية 12 ديسمبر المقبل وزيرة التنمية المحلية تشارك في فعاليات إنطلاق النسخة الخامسة من الأسبوع العربي للتنمية المستدامة بجامعة الدول العربية تعرف من عارف علي اسعار الفاكهة جملة اليوم الأحد 24 نوفمبر 2024 تعرف من عارف علي اسعار الاسماك اليوم الأحد 24 نوفمبر 2024 جامعة أسوان تنظم يوم رياضي ضمن مبادرة 100 يوم رياضة وإقامة المباراة النهائية لبطولة دوري الأنشطة الطلابية تعرف من عارف علي مواعيد مبارايات اليوم الأحد 24 نوفمبر 2024 ساعات ويختتم العالم قمة المناخ COP29 بباكو عاصمة أذربيجان تعرف من عارف علي اسعار الخضار اليوم الأحد 24 نوفمبر 2024 تعرف من عارف علي اسعار الذهب اليوم الأحد 24 نوفمبر 2024 محافظ الإسكندرية: رفع درجة الاستعدادات للتعامل مع توقعات الهيئة العامة للأرصادالجوية تعرف من علي اسعار الحديد والاسمنت اليوم الأحد 24 نوفمبر 2024 تعرف من عارف علي اسعار صرف العملات الأجنبية اليوم الأحد 24 نوفمبر 2024

مقالات

يستفتونك عن تحسين دخول الصحفيين، فقل بالتفاوض

محمد خراجه
محمد خراجه

يستفتونك في تنفيذ دراسة تحسين دخول الصحفيين، فقل بالتفاوض، ويسألونك عن التفاوض، قل: هو التفاهم، والتفاعل، والنقاش، والإقناع، حول الحقوق والواجبات وتحقيق المصالح المشتركة لأطراف التفاوض.
كنا قد اجتهدنا في إعداد دراسة لتحسين مستوى دخول الصحفيين، منذ فترة، تعكس خبرتنا في فهم الوضع المالي المتردي لمعظم أصحاب مهنتنا السامية، ولذلك لا نتكلم بمثالية معزولة عن الواقع، بل من خلال التعامل والاحتكاك اليومي مع معظم الزملاء الصحفيين.
ومن هنا اجتهدت، والمجتهد يصيب ويخطئ، يؤخذ منه ويرد عليه، بغرض الوصول إلى تحسين أحوالنا المعيشية، خاصة وأنني كنت أحد أعضاء لجنة التفاوض على مدى دورتين متتاليتين من 2003 إلى2011 عن أجور الصحفيين وهو ما نوضحه عندما نتكلم عن تاريخ النقابة في التفاوض منذ عام 1941على مدار نحو ثمانين عامًا.
وقبل أن نتكلم عن التفاوض، تناولت في مقال سابق البدل وأهميته للصحفي، واخترنا موضوع البدل، باعتباره القاسم المشترك بين الصحفيين، فكان رد الفعل إيجابيًا عند السواد الأعظم من الجماعة الصحفية.
ثم عرضنا الدراسة التي قمنا بإعدادها لتحسين دخول الصحفيين على أعضاء الجمعية العمومية، واقترحت فيها زيادة البدل إلى 5 آلاف جنيه، مع تسوية تأمينات الزملاء الصحفيين الذين توقفت صحفهم.
ودارت مناقشة بين الصحفيين حول الدراسة، فلاقت تأييد السواد الأعظم من أعضاء الجمعية العمومية الذين طالبوا بالتحرك للمطالبة بالتنفيذ، وتساءل البعض عن كيفية التنفيذ.
وبهذه الدراسة، نمهد الطريق للتفاوض، ونتبع ما سلكته المجالس السابقة في التعامل مع تحقيق مطالب الجماعة الصحفية بالتفاوض مع الدولة منذ تأسيس النقابة عام 1941، فعن طريق التفاوض ستتحقق المطالب، وتتحسن الأحوال المالية التي تدهورت في السنوات الماضية، وستعود للصحفيين مكانتهم إذا استجابت الدولة لمطالبهم المشروعة، مثلما كان يحدث في الماضي.
وهنا نلقي الضوء على بعض محطات التفاوض التي خاضتها النقابة عبر تاريخها مع الحكومات المختلفة من فترة الملكية وحتى عام 2010، باستثناء السنوات العشر الأخيرة التي توقفت فيها النقابة عن المطالبة بالحقوق أو استكانت عن الدخول في التفاوض، فمن يتابع محطات التفاوض، يدرك أننا في حاجة ماسة لإعادته مع الحكومة، خاصة ونحن نمر بأوضاع مالية متردية للغاية.
• تفاوضت الجماعة الصحفية أيام الملكية على تأسيس النقابة في عام 1941بقيادة شيوخ المهنة، وبعد تشكيل مجلس النقابة بدأ البحث عن مقر يتسع للجماعة الصحفية؛ حتى تم الاستقرار على المقر الحالي، وتفاوض مع الدولة حتى حصل عليه وعقد مجلس النقابة في ذلك الوقت اجتماعًا مع رئيس الوزراء، حصل منه على 40 ألف جنيه للمقر الذي كان قبل المبني الحالي.
• وفي الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، تفاوضت النقابة وحافظت على وضع الصحفيين المالي، وعلى حقوقهم، عندما تم تأميم الصحف وسعت إلى تحسين دخولهم، فكان دخل الصحفي في ذلك الوقت من ضمن أعلى خمسة دخول على مستوى الدولة.
• تفاوضت النقابة على صدور القانون رقم 76 لسنة 70الذي حافظ على استقلال النقابة، والذي مازال معمولًا به رغم مرور نحو 50 عامًا على صدوره، لدرجة أن المجالس المتعاقبة خلال الفترة الماضية، تخشي الاقتراب من تعديله؛ لأنها لا تضمن الحفاظ على ما به من مكتسبات للمهنة، كما تخشي التغيير فيكون في غير صالح النقابة، مثلما حدث في قانون تعديل الصحافة الذي جعل الصحف القومية تابعة للهيئة الوطنية للصحافة، وجعل الصحف المستقلة والحزبية تابعة للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، بالرغم من اعتراض مجموعة من أعضاء المجلس، وكنت واحدًا منهم، لكن صدر القانون في النهاية وتم العمل به.
• تفاوضت النقابة مع الرئيس السادات عندما نقل مجموعة من الصحفيين المعارضين إلى وظائف إدارية في المصالح الحكومية، لكن تمكنت النقابة من إعادتهم إلى عملهم الصحفي بمؤسساتهم، ومنهم من هو على قيد الحياة، وتولى مسؤولية مؤسسته.
• تصدت النقابة برئاسة النقيب كامل زهيري والمجلس- وبمساندة الجمعية العمومية- للرئيس السادات عندما أراد تحويلها إلى نادٍ، ونجحت بالفعل في الإبقاء على وضعها الحالي.
• تفاوضت النقابة مع نظام مبارك في ضم العلاوات الخاصة لمرتبات الصحفيين، وتصدت بالتفاوض ضد قانون حبس الصحفيين، الذي تم إسقاطه بقيادة النقيب إبراهيم نافع، وتكاتف المجلس -بمساندة الجمعية العمومية التي ظلت في حالة انعقاد لمدة عام حتى تم إلغاء مواد حبس الصحفيين.
• تفاوضت النقابة مع الحكومة لبناء المبني الحالي وتجهيزه؛ ليفتتح في عام 2002.
• تفاوضت النقابة في مجلسي2003 و2007 حتى 2010 لزيادة بداية تعيين الصحفي من 105جنيهات الذي كان معمولًا به منذ عام 1993 لمدة 12عامًا إلى500 جنيه؛ ليتم تطبيقه في عام 2005 وكنت أحد أعضاء اللجنة التي تفاوضت في ذلك الوقت.
• تفاوضت النقابة في مجلس 2007/2011 على زيادة الحد الأدنى لتعيين الصحفي من 500 جنيه إلى 900 جنيه، وأن تكون النقابة لأول مرة طرفًا أساسيًا في تحرير عقد تعيين الصحفي، وكنت أيضًا أحد أعضاء اللجنة التي تفاوضت في اجتماعات استمرت أربع جلسات.
• استطاع مجلس النقابة أن يعقد اجتماعًا مع رئيس الوزراء؛ ليحصل على مبلغ إضافي لدعم مشروع العلاج، والأنشطة، وتخصيص مبلغ لمنح قروض حسنة ومساعدات للزملاء الصحفيين، الذين كانوا يمرون بظروف صعبة في ذلك الوقت.
والملاحظ أن النقابة منذ عام 2010 وحتى الآن، لم تدخل في تفاوض مع الحكومة لمحاولة تحسين دخول وأجور الصحفيين، أو حتى الحفاظ على المكتسبات التي حصلت عليها في الماضي مثل دعم التليفونات والمترو.

إنَّ الهدف من الدراسة، وقف تدهور مستوى معيشة الصحفيين، الذي زاد بسبب توقف بعض الصحف الحزبية والمستقلة، وتراجع توزيع الصحف القومية؛ إذ تأثرت الصحافة خلال السنوات العشر الأخيرة سلبيًا، ليس بسبب تقصير أو قصور، ولكن لمجموعة عوامل، ليس لنا فيها دخل؛ نتيجة الظروف التي مرت بها البلاد.
يمكن القول إنَّ التفاوض على المطالب، وإنقاذ المهنة ليس بدعة، فكل النقابات المهنية تتفاوض لحماية أعضائها، بدليل أنه عند تحديد الحد الأقصى للمرتب في الدولة بمبلغ 40 ألف جنيه شهريًا، تحركت البنوك وأقامت دعوى قضائية، حصلت بموجبها على حكم بإلغاء الحد الأقصى لموظفيها.
لذلك، على مجلس النقابة أن يقوم بمسؤوليته في الحفاظ على المهنة، والعمل على تحقيق المطالب المالية لأعضاء الجمعية العمومية، ومساعدة الصحفيين الذين توقفت صحفهم في إنهاء ملفات التأمينات الخاصة بهم؛ وذلك بالتفاوض مع الحكومة بمساندة الجمعية العمومية للمجلس، خاصة وأننا نملك القدرة على التفاوض والقوة على المطالبة بحقوقنا، في ضوء تاريخ النقابة في التفاوض.
على مجلس النقابة الاجتماع مع الهيئة الوطنية للصحافة والمجلس الأعلى للإعلام، والتنسيق بينهم لمقابلة رئيس الوزراء ووزيري المالية والإعلام، مثلما كان يحدث في السابق، كما على النقابة وجمعيتها العمومية الاتصال بالمسؤولين في الدولة لشرح مشكلتنا، خاصة- ونحن الصحفيين- نعمل على خدمة الدولة والدفاع عنها، كما نؤكد أننا نريد الحفاظ على المهنة، والعيش بكرامة وأمان واستقرار؛ مثل باقي المهن وفئات المجتمع.
ومن هنا، يستفتونك عن تحسين مستوى دخول الصحفيين، قل: لن يتم إلا بالتفاوض.
محمد خراجة
عضو مجلس نقابة الصحفيين



Italian Trulli