مقالات
الدراما الرمضانية.. والواقع المجتمعي
محمد عارفكالعادة غفلت الدراما الرمضانية عن معالجة مشاكل المجتمع المصري اليومية، باستثناء مسلسل الاختيار الذي ناقش قضية غائبة عن رجل الشارع الا وهي الصراع بين الدولة والعناصر الارهابية المدعومة من الخارج بهدف تدمير موارد الدولة واستنزاف اقتصادها في حرب لا طائل منها.
فعلي الرغم من مشهد الجنازات العسكرية المتكرر بصورة شبه يوميه، لشهداء الوطن من الضباط والجنود الا ان المواطن العادي، لم يستشعر الخطر المحيط بنا من كل جانب ، فمن الواضح أن هناك قوي اجنبية تدعم هذه الجماعات بالتسليح الحديث والاموال والتدريب لاحداث نوعا من التوتر المستمر داخل البلاد ومنع التنمية الحقيقية علي ارض سيناء.
ومن الغريب ان قوة هده الجماعات لا تزال قوية بالرغم من التدخل المباشر للجيش المصري باحدث الأسلحة واكبر الخبراء العسكريين في التخطيط، الا ان عملياتهم مستمرة دون توقف ، الأمر الذي يستلزم وعيا مجتمعيا بخطورة ما يحيط بنا من تحديات.
كنا ننتظر ان تكون هناك مسلسلات مشابهة تناقش ازمة ضعف الروح المعنوية لدي الشباب، وكيفية استعادتها مرة اخري، و مشكلة انهيار القيم داخل المجتمع بعدما كانت الاخلاق والمبادئ هي الحاكم لكل تصرفات الانسان داخل وخارج منزله اصبحت الغلبه للبلطجة .
وحتي المسلسلات الكوميدية لم تكن علي المستوي المطلوب بل اعتمدت علي كوميديا الكلمة دون ان تكون هناك مشكلة واضحة يناقشها المسلسل باستثناء مسلسل "عمرو دياب" الذي تعرض لاول مرة لعالم جامعي القمامة الذي اسقطناه من حياتنا.
والآن بعد ان اوشك شهر رمضان علي الرحيل فان أمامنا عام كامل حتي يعود فهل تتخذ الدولة ومنتجي الدراما خطوة فعالة بالبدء فورا في الاستعداد لرمضان 2021 باعداد خريطة مسلسلات قوية تناقش قضايا مجتمعية ملموسة للصغير قبل الكبير والغني قبل الفقير .