مقالات
تصارع الأحداث.. علي أرض المحروسة
بقلم / عرفه زيانتبقى مصر من خلال ما تملكه من موقع استراتيجي هام جعل منها همزة وصل بين الدول والقارات مسرحا لتكالب الغزاه بداء من الهكسوس الي التتار ثم الحملات الفرنسيه والانجليزيه وصولا الي العدوان الثلاثى، وما اشبه الليلة بالبارحه حيث تعرضت مصر عام ١٩٥٦ الى عدوان شنته كلا من بريطانيا وفرنسا واسرئيل .
واليوم تتعرض لعدوان ثلاثي آخر وعلى الرغم من تفاوت القدرات العسكريه العلميه بين عدو اليوم وعدو الأمس يبقى عدو اليوم مبهم فيما يشنه من غارات خافية المعالم ممثلا في (العناصر التكفيريه -تركيا -اثيوبيا) وتكمن خطورة هذ العدو في استخدامه أساليب غير شرعيه للحرب حيث ينتظر أنصاف الفرص لتحقيق غايته.
فاوردغان تراوده أحلام استعادة الامبراطورية العثمانية وامتلاك الملاحه البحريه والمواد البتروليه ، أما اثيوبيا فتسعي لتحقيق حلمها ..بملئ سد النهضه وأخيرا العناصر التكفيريه التي تجحت في تجنيد المرتزقه لقتل الجنود وحرق المساجد باسم الدين متناسين توعد الله لهم في كتابه العزيز (من قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا ) وقوله ( ومن اظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها) ورغم ذلك يعيشون حلما سيتحول الى كابوس امام القوة المصريه المتجسده فى ارادة شعب وحنكة رئيس وقوه عسكريه متوهجه و متلهفه للقضاء على العدو .
انهم يصارعون طواحين الهواء متناسين التاريخ الذي علمنا ان كل من شن غارات على مصر وان طال احتلاله لها فان رحيله دائما ما يجعل الاختلال شبه غفوه او فترة نعاس يعود بعدها منكب على وجهه حاملا معه أذيال الخيبة .
ووما اشبه اليوم بالبارحه فقد تكاتفت الدول العرببه خلف مصر في حرب 73 واليوم تساندها فى اهدام طموح ذلك العدو المتغطرس.. غير انها لا ولم تتسرع باتخاذ قرار استخدام القوة العسكرية .. فقدرات الرئيس عبدالفتاح السيسي وحنكته العسكريه فى ادارة الازمات طالما تميزت بعدم الانسياق وراء مطالب البعض باشعال الحرب التي لا يعرفون عنها سوي اسمها ولكنهم ولا يعرفون حجم الخسائر التى سوف تلحق بمصر حال تسرعها بخوض معركة غير محسوبة العواقب الاقتصادية والسياسية والمستقبلية.