مقالات
على شَاطىء المَعنَى ”
د محسن عبد الخالق على شَاطىء المَعنَى "
هذه لَقطَة حَيَّة وغَنِيَّة ، لَونًا ، وصَوتًا ، ونَبضًا ..
أَمسَكَت بها عَدَسَة صدِيقى الفَنَّان اللَّامِع " شَرِيف شُكرى " فى غَفلَة من أَمرى ! .
لوحة :
هذا الصَّيَّاد خَابَرَ صَيد اللِّآلىء ، هو يَقِفُ على شَاطىء المَعنَى يرهف السَّمع للقَوَاقِعِ ..
يَستَخرِج من الأَعمَاقِ اللّآلِىء ، والمَحَارُ ، والدُّرَر ..
وعلَى طَرَفِ قصى من الشاطىء وقف يستَخرج من الأَعمَاقِ السَّحِيقَة مَعَانٍ جَدِيدَة تَتَزَيَّن بها اللُّغَة ، ويُرَاقِب المَوج يَتَسَابَق إِلى الشَّاطىء لِيُنقِذه من الغَرَق ..
المَوجُ يَمضِى فى هَمسِهِ لِرِمَالِ الشَّاطىء يَروِى قِصَّتَهُ وَنَجوَاهُ اللَّتَين لَن تَنتَهِيَا إِلَّا إِذَا انتَهَى الزَّمَان ..
الصَّيَّادُ يُحَاول الإِنصَات فَلَا يَسمَع شَيئًا إِلَّا هَدِير المَوج ، وَدَبِيب قَدَمَيهِ على الشَّاطَّىء .. فَجأَةٌ ..
اختَفَت موجَة وَسَط الرَّمل :
الرَّملُ سَاتِر عرض المَوج ..
المَاءُ لَيس لَهُ ثَوب ..
الشَّاطِىء كَاتِم أَسرَار المَوج ..
فى هذه اللحظة ..
وبَينَمَا كان الصَّيَّادُ يَقرَأ تَارِيخ المَاءِ ..
اذا هو يتذَكر هذا البيت من شعر " حافظ ابراهيم " الذى لمع برقا فى خواطره :
" أنا البحرُ فى أحشائِهِ الدرُّ كامِنٌ .. فَهَل سَأَلُـوا الغَـوَّاصَ عَـن صَدَفَاتـى؟ " .
وراح يتأمل بواعث الجمال فى هذا البيت من الشعر ، وهو يتحدث همسا الى نفسه :
لقد وفق الشاعر فى اختياره كلمة " الدرُّ " بوصفها اللؤلؤة رائعة الجمال ..
ثم يتبدى التفوق فى دقة التصوير حين وصف البحر وفى احشائه الدرُّ ، وكيف كمن في جوفه أثمن المجوهرات وهى :
" اللغة العربية " ..
التي شبهها باللؤلؤة ..
ثم استفاق على هذا المعنى :
أَنَّ المَاءَ يقدر أَن يكون حَارِسًا على كُلِّ شِىَء إِلَّا على الرَّملِ ..
أَمسَكَت بها عَدَسَة صدِيقى الفَنَّان اللَّامِع " شَرِيف شُكرى " فى غَفلَة من أَمرى ! .
لوحة :
هذا الصَّيَّاد خَابَرَ صَيد اللِّآلىء ، هو يَقِفُ على شَاطىء المَعنَى يرهف السَّمع للقَوَاقِعِ ..
يَستَخرِج من الأَعمَاقِ اللّآلِىء ، والمَحَارُ ، والدُّرَر ..
وعلَى طَرَفِ قصى من الشاطىء وقف يستَخرج من الأَعمَاقِ السَّحِيقَة مَعَانٍ جَدِيدَة تَتَزَيَّن بها اللُّغَة ، ويُرَاقِب المَوج يَتَسَابَق إِلى الشَّاطىء لِيُنقِذه من الغَرَق ..
المَوجُ يَمضِى فى هَمسِهِ لِرِمَالِ الشَّاطىء يَروِى قِصَّتَهُ وَنَجوَاهُ اللَّتَين لَن تَنتَهِيَا إِلَّا إِذَا انتَهَى الزَّمَان ..
الصَّيَّادُ يُحَاول الإِنصَات فَلَا يَسمَع شَيئًا إِلَّا هَدِير المَوج ، وَدَبِيب قَدَمَيهِ على الشَّاطَّىء .. فَجأَةٌ ..
اختَفَت موجَة وَسَط الرَّمل :
الرَّملُ سَاتِر عرض المَوج ..
المَاءُ لَيس لَهُ ثَوب ..
الشَّاطِىء كَاتِم أَسرَار المَوج ..
فى هذه اللحظة ..
وبَينَمَا كان الصَّيَّادُ يَقرَأ تَارِيخ المَاءِ ..
اذا هو يتذَكر هذا البيت من شعر " حافظ ابراهيم " الذى لمع برقا فى خواطره :
" أنا البحرُ فى أحشائِهِ الدرُّ كامِنٌ .. فَهَل سَأَلُـوا الغَـوَّاصَ عَـن صَدَفَاتـى؟ " .
وراح يتأمل بواعث الجمال فى هذا البيت من الشعر ، وهو يتحدث همسا الى نفسه :
لقد وفق الشاعر فى اختياره كلمة " الدرُّ " بوصفها اللؤلؤة رائعة الجمال ..
ثم يتبدى التفوق فى دقة التصوير حين وصف البحر وفى احشائه الدرُّ ، وكيف كمن في جوفه أثمن المجوهرات وهى :
" اللغة العربية " ..
التي شبهها باللؤلؤة ..
ثم استفاق على هذا المعنى :
أَنَّ المَاءَ يقدر أَن يكون حَارِسًا على كُلِّ شِىَء إِلَّا على الرَّملِ ..