دين
وكيل الأزهر السابق يوضح حكم الإنابة في الحج
مروة جمالأوضح الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف، حكم "الإنابة في الحج"، مشيرًا إلى أن الحج فريضة في العمر عمرة على القادر، فمن كان قادرًا ومات ولم يحج بقي الحج دينا عليه يسقط بأداء ورثته أو غيرهم الحج عنه، وكذا يجوز إنابة غير القادر بنفسه لمرض مقعد ونحوه أن ينيب غيره للحج عنه تطوعا أو بمال يدفعه له.
واستدل شومان عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" اليوم، بما روي عن عبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ قال: كان الفضلُ رديفَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فجاءت امرأةٌ من خثعم تستفتيه؛ فقالت: يا رسولَ اللهِ، إنَّ فريضةَ اللهِ على عبادِه في الحجِّ أدركت أبي شيخًا كبيرًا لا يستطيعُ أن يثبُتَ على الرَّاحلةِ، أفأحُجُّ عنه؟ قال: نعم.
وأوضح نظرًا للجائحة التي يمر بها العالم وقصر الحج على المقيمين داخل الأراضي السعودية هذا العام، انتشر بين الناس نوع جديد من الإنابة للحج حيث يحاول بعض المقيمين هناك استغلال رغبة من كانوا ينون الحج هذا العام، وذلك بإعلان استعدادهم للحج عنهم في مقابل مال يرسل إليهم، وهذا مسلك تجاري واستغلال لمشاعر الناس وأموالهم، وليعلم الناس أن إنابة القادر على الحج بنفسه لا تجوز فإن حج عنه غيره لم تسقط فريضة الحج عنه متى تمكن منها في عام مقبل، فعدم تمكنه من الحج في عامه هذا أشبه بسعيه للحج في أي عام ولم تصبه القرعة مثلا، ولذا فهو غير مقصر ولا يعتبر عدم فوزه في القرعة مسوّغا لإنابته غيره للحج عنه، فكذا إذا منع لمنع السفر.
وشدد الحج عبادة بدنية ومالية يقصد بها ابتلاء الإنسان بمشقة بدنية وتكلفة مالية ومعنوية بترك أهله ووطنه مدة الحج، وفي إنابته لغيره لا تتحقق الحكمة التي أرادها شرعنا مع إمكان تحقيقها، ولأن الحج عبادة تقبل من فاعلها ولو لم تكن في عام وجوبها عليه بلا خلاف بين الفقهاء، ولأن من نوى الحج ولم يتمكن منه فمات في عامه بعث ملبيا، لأن الأعمال بالنيات، ولذا فلا حاجة لإنابة القادر غيره وعليه أن ينوي الحج في عامه المقبل، ولا يلقي بأمواله إلى مستغلين لحاجته ومتاجرين بمشاعر الناس ورغبتهم في الطاعة.