رياضة
سجائر ساري التي أطفأتها رياح يوفنتوس
محمد عبد المنصفماوريسيو ساري المدرب الرومانسي صاحب السيجارة الذي لم يتحمل عواصف البيت الكبير، متطلبات السيدة العجوز التي أثقلت كاهل الرجل الستيني.. كزوجة تطلب من رجلها ما لا يملك ولا يستطيع تقديمه.
ساري (61 عامًا)، المعروف بأنه مدخن شره، تولى تدريب يوفنتوس في صيف 2019، بدلًا من ماسيمليانو أليجري، ودفعت إدارة السيدة العجوز، تعويضًا يبلغ من 3 إلى 4 ملايين يورو إلى تشيلسي الإنجليزي، للتعاقد معه، بعد أن فشل أندريا أنييلي رئيس يوفنتوس في إقناع زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد بتولي منصب المدير الفني.
وكان هدف الإدارة من التعاقد مع ساري، هو فرض سيطرة الفريق على القارة الأوروبية، وتحقيق لقب "تشامبيونزليج"، لأن السيطرة على الألقاب المحلية كان أمرًا طبيعيًا، في وجود أليجري وأي مدرب سابق.
وأعلن يوفنتوس اليوم، السبت، إقالة ساري من المهمة الفنية للفريق، عقب وداع بطولة دوري أبطال أوروبا من دور الـ16، على يد ليون، الذي خاض آخر مباراة رسمية منذ 5 أشهر، ويحتل المركز السابع بجدول الدوري الفرنسي، وهو ما أصاب النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم البيانكونيري بالجنون.
وقضى يوفنتوس مع ساري، موسم باهت ومتذبذب، يعتبر من أسوأ مواسمه، وتحول اليوفي معه لفريق يعتمد أكثر على الفرديات بدلًا من اللعب الجماعي.
يوفنتوس المعروف بأنه أقوى دفاع في إيطاليا عانى كثيرًا هذا الموسم، حيث تلقت شباكه 43 هدفًا في الكالتشيو و55 في جميع البطولات، وذلك بسبب أن ساري مدرب صاحب فكر هجومي.
كما أضاع "العجوز" هيبة يوفنتوس الكبيرة في كرة القدم الإيطالية، وجعل الجماهير تقلق وتتسائل قبل أي مباراة، بعد أن كانت مواجهات الفريق تلعب من طرف واحد تقريبًا.
فمن كان يصدق أن يأتي يومًا ويقلب ميلان الطاولة على يوفنتوس في 5 دقائق برباعية مذلة؟ بعد تفوقه في البداية بهدفين نظيفين!.
ساري نجح في قيادة يوفنتوس للتتويج بالدوري الإيطالي، لكنه فشل في حصد لقب كأس السوبر المحلي بعدما خسر على يد لاتسيو 3-1، في ديسمبر الماضي.
كما خسر نهائي بطولة كأس إيطاليا بركلات الترجيح أمام نابولي، بنتيجة 4-2، بعد نهاية الوقت الأصلي بالتعادل السلبي، قبل أن يأتي ليون ويصبح القشة التي قصمت ظهر العجوز.
وخاض يوفنتوس 51 مباراة تحت قيادة العجوز الإيطالي هذا الموسم، وتمكن من تحقيق الفوز في 34 مباراة، بينما تعادل في 8، وتلقى 9 هزائم.
ويعد ساري، أكبر مدرب يحقق لقب الدوري في عمر 61 عامًا و198 يومًا، بعدما كسر الرقم القياسي المسجل باسم نيلس ليدهولم مدرب ميلان وروما السابق، والذي توج باللقب في عمر 60 عامًا و219 يومًا.