المرأة والصحة
طفلك مرايتك.. يجب ألا يعاقب قبل بلوغه 3 سنوات
غاده منصور«أغلب الأطفال يتفاعلون بطبيعتهم ولا يعانون أي مشاكل نفسية مثلما تتهول الأمور لدى لبعض».. هذا هو ما أكده الدكتور هانى وديع، استشارى تعديل السلوك، الذي أكد أن العِند- وهو أكثر المشاكل التي تشكو منها الأمهات- هو سمة أساسية في طبيعة الأطفال من سن عامين حتى 7 أعوام، وذلك لأنه مرتبط بطبيعة نمو الطفل، التي يبدأ فيها بالانفصال بدنياً عن الأم، ويُعبر فيها عن كيانه بالعناد، الأمر نفسه يتكرر في مرحلة المراهقة، ولكن يكون فيها الانفصال نفسيًّا عن الأسرة، وأن علاجه أو محاولة تخفيف وطأته تكون بتوفير البدائل. كما أن السن المُثلى للحديث عن الاحتياج لخضوع الطفل لتعديل السلوك لا تكون قبل 5 سنوات، إلا إذا كان الطفل ينتهج سلوكًا ضارًا على نفسه أو غيره، أو سلوكًا مثيرًا للاشمئزاز يجعل من حوله ينفر منه، أو أن ينتهج سلوكًا مدمرًّا للأشياء من حوله وعن عمد.
وفى حالة الإقرار بأن الطفل في حاجة لتعديل سلوك، لابد أن يخضع للمراقبة لمدة تصل لستة أشهر، وأن نراقب تصرفاته في بيئتين مختلفتين، مثل الحضانة والمنزل على سبيل المثال.
وأكد استشارى تعديل السلوك: يجب مراعاة أن العمر بين العام والنصف والثلاثة أعوام هو سن الثقة عند الطفل، لذلك محرّم فيه العقاب تماماً، ولكن نكتفى بالتوجيه، وكذلك يجب ألا نؤاخذ الطفل على نوعية وجودة إنتاجه قبل إتمام ست سنوات، فكل ما ينتجه قبل هذه السن لابد أن يلاقى الترحاب والتشجيع، وبعد إتمام الست سنوات يمكننا تعديل مستوى ما ينتجه سواء في الكتابة أو الرسم أو غيرهما من الأنشطة.
وأكد «وديع» في الندوة التي أدارها الدكتور علاء الدين أحمد، مدير مؤسسة «الماسية للتنمية»، أن «أطفالك مرايتك، فهم يصبحون ما يرونه منك، وليس ما تقولينه لهم، حتى المخاوف التي يشعر بها الإنسان في داخله تنتقل إلى أطفاله».
وشدد على الاعتقاد الخاطئ بأن البعض يرى أن أطفالهم تعانى من فرط الحركة، عليهم أن يعلموا أن القاعدة العلمية تقول إن الطفل الذي يعانى فرط حركة هو فقط الطفل الذي لا يمكنه الجلوس مدة متواصلة تحسب بالدقائق لعمره زائد واحد، بمعنى أن الطفل الذي يصل عمره لعشر سنوات إذا لم يكن هناك ما يجذبه للجلوس لمدة 11 دقيقة متواصلة، إذًا فهو يعانى فرط الحركة، أما إذا جلس لأى غرض ولو مشاهدة فيلم كارتون لمدة تتجاوز تلك الفترة، فإن هذا الطفل لا يمكننا وصفه بكونه يعانى فرط حركة.
وعن مفهوم التربية الإيجابية، قال «وديع»: «هى عملية إعداد الطفل للحياة، وتحويله من كائن بيولوجى لكائن اجتماعى». ومن شروط التربية الإيجابية أن يراعى الآباء بدقة استخدامهم اللغة المنضبطة، فلا تعطِ الطفل إيجابات مفتوحة لا يعى مداها، أو وعودًا غير محددة مدة التنفيذ، لأنه لن يقبل بها.. كما أن التربية الإيجابية تستلزم تنمية قدرات الطفل في الاعتماد على نفسه والاستقلال بها، ويمكننا مساعدته فيما هو مطلوب منه، ولكن دون أن نتحمل عنه المهام المنوط به تنفيذها، وهذا النظام يجب التعود على فعله من سن 4 سنوات.
وفيما يتعلق بكثرة متطلبات الطفل، فمن قواعد التربية الإيجابية ألا تلبى له كل طلباته، لأن تلك هي ليست طبيعة الحياة، مع مراعاة أن يحصل الطفل على الحد الأدنى لمتطلبات البيئة التي نشأ فيها، حتى لا يشعر بالحرمان وسط من حوله.. وعلينا أن نقبل باعتذار الطفل في حالة قيامه بخطأ، شريطة ألا يكرر الخطأ معتمداً على تكرار الاعتذار