تعد البيئة النقلية وتعدد وسائطها خير دليل على نمو إقتصاد الدولة واتجاهات التنمية العمرانية والسكانية وقوة ترابطها الإقليمي ويعد مترو الأنفاق من أكثر وسائل النقل الحضرى للركاب أهمية من الناحية البيئية والمحافظة على الشكل الحضارى المتميز ويعكس الصورة الحضارية للدولة ، كما تنعكس أهميته الإقتصادية بالنسبة للتكلفة فى حالة عبور مسافات طويلة ، وتنعكس أهميته الإجتماعية فى خدمة شريحة كبيرة من المجتمع والتى تصل الى ٣ مليون راكب يوميا .

ولذا فهو أكثر وسائل النقل الجماعى أهمية ، وبدأ وجود مترو الأنفاق فى مصر منذ بداية تشغيل الخط الأول من حلوان إلى المرج وتشغيل الخط الثانى من الجيزة إلى شبرا الخيمة وتعد هذه الخطوط طولية وتأخذ اتجاه شمالى جنوبى ولما زادت اتجاهات النمو على أطراف إقليم القاهرة الكبرى شرقا وغربا كان لا بد من وجود خط ثالث ليخدم اتجاهات حركة الركاب على طوله.

وبذا يتميز الخط الثالث بأنه أول خط يخترق الكتل السكنية لمحافظتي القاهرة والجيزة وبذا يحقق ميزة تنافسية هامة مع شبكات الشوارع والطرق العرضية و التى تقوم بخدمة الترانزيت ،وكان من أهم الشوارع العرضية طريقي صلاح سالم والاوتوستراد واللذان يشهدان ضغط كبير على الحركة المرورية وقد كان ذلك مدعاة لإنشاء الخط الثالث لمترو الأنفاق ويتكون الخط من أربعة مراحل بطول ٤٧،٨٧ كم بعدد ٣٩ محطة ٢٦ محطة نفقية و ٥ محطات سطحية و٨ محطات علوية المرحلة الأولى من العتبة _ العباسية لتضم خمس محطات نفقية ومحطة واحدة تبادلية والمحطات هى العتبة _ باب الشعرية _ شارع الجيش _ عبده باشا _ العباسية ، وتم افتتاحها فى ٦ أكتوبر ٢٠١١ .
والمرحلة الثانية بعدد ٤ محطات من المعرض _ الاستاد _ كلية البنات _ الأهرام وتم افتتاحها فى بعد عامين من المرحلة الأولى أى فى ٦ أكتوبر ٢٠١٣ .
والمرحلة الثالثة بطول ١٨ كم تبدأ بخط العتبة _ كيت كات بطول ٤ كن وعدد ٤ محطات ثم كيت كات امبابة محور روض الفرج بطول ٦،٥ كم بعدد ٦ محطات ، ثم الكيت كات بولاق جامعة القاهرة بطول ٧،٥ كم بعدد ٦ محطات وتم افتتاحها فى ٧ يوليو ٢٠٠٧ ليصبح إجمالى طول المرحلة الثالثة ١٨ كم وكانت من أهم المراحل واستمرت سبعة أعوام وجارى استكمال المحطات من الكيت كات حتى امبابة فى ٢٠٢١ لمراعاة الأبعاد السكانية والعمرانية فى منطقة امبابة.

و تم افتتاح الجزء الثانى من المرحلة الرابعة أمس فى ١٦ أغسطس ٢٠٢٠ وهى ايذانا بتشغيل الخط الثالث كاملا وتبدأ من محطة هارون إلى محطة عدلى منصور و التى ستعد محطة إقليمية تبادلية يبدأ منها مشروع القطار الكهربائي الجارى تنفيذه والذى يبدأ من محطة عدلى منصور عبر خطين الأول يتجه نحو مدينة العاشر من رمضان والثانى نحو العاصمة الإدارية الجديدة مرورا بالمدن الجديدة والتجمعات شرق القاهرة وبذا تعد أكبر محطة مركزية تبادلية لحركة الركاب.

حيث تعد نهاية خط مترو الأنفاق وبداية القطار الكهربائي ومحطة سكة حديد ومحطة الأتوبيس الإقليمى السوبر جيت والأتوبيس الترددى BRT الى مطار القاهرة ومجمع نقل متكامل الخدمات ومنطقة تجارية استثمارية على مساحة ١٥ فدان وبذا يعد الخط الثالث من أهم الخطوط بالنسبة لبعض المحطات الإقليمية الخدمية.

وهى محطة عدلى منصور و التى تم ذكرها بالإضافة إلى ربطه بخط المونوريل عبر محطة الإستاد وربطه بقطار العلمين السخنة عبر محطة روض الفرج ، وجاء ذلك فى إطار اهتمام الدولة بمشروعات النقل الحضرى والتخطيط الجغرافى المتميز استكمالا لمشروعات النقل الاقليمى وتحقيق التكامل مع النقل الحضرى وتحقيق أعلى معدلات الأداء اللوجستية لحركة نقل الركاب من القاهرة العاصمة إلى كافة المحافظات .

د . منى صبحى نور الدين
أستاذ جغرافية النقل والجغرافيا الاقتصادية المساعد جامعة الأزهر