تقارير وتحقيقات
عبث إسرائيلي بالوطن العربي .. سلام أماراتي.. وانشغال بعاصمة النور
نهلة المحروقي أفادت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية أنهما «تبادلا في الاتصال التهنئة بمناسبة الاتفاق الذي تم الإعلان عنه الخميس الماضي بشأن مباشرة العلاقات الثنائية الكاملة بين دولة الإمارات وإسرائيل» وأنهما أكدا الالتزام بتحقيق بنود معاهدة السلام بين الدولتين من أجل النهوض بالسلام والتنمية الإقليمية
وشكلت الحكومة الإسرائيلية طاقم المفاوضين بإشراف مجلس الأمن القومي في ديوان رئيس الوزراء، برئاسة مئير بن شبات، وعضوية رئيس الموساد، يوسي كوهين ومسؤولين حكوميين، لبلورة بنود اتفاقية إطار للسلام والتوقيع عليها في البيت الأبيض في واشنطن الشهر المقبل
وقد تم توقيع أول صفقة أعمال بين البلدين، حيث ستتعاون شركة أبيكس الوطنية للاستثمار الإماراتية مع مجموعة «تيرا» الإسرائيلية لتطوير الأبحاث حول فيروس كورونا قالت الخارجية الإماراتية لرويترز إنها تتوقع إبرام اتفاقية بخصوص تبادل إصدار تأشيرات السفر.
إلى ذلك، أعلنت الخارجية الإماراتية أمس أنها استدعت القائم بالأعمال في سفارة إيران في أبوظبي، وسلمته مذكرة احتجاج شديدة اللهجة على خلفية التهديدات الواردة في خطاب الرئيس الإيراني حسن روحاني أول من أمس بشأن القرارات السيادية الإماراتية. وأكدت الإمارات رفضها المطلق للغة الخطابات التحريضية من السلطات الإيرانية
في سياق منفصل أهتم الاعلام الاسرائيلي بالتطورات اللبنانية وانفجار بيروت ولم تبقَ أي وسيلة منه، قنوات التلفزيون والإذاعات والصحف والشبكات الاجتماعية، العبرية منها وغير العبرية (ايديش وإنجليزي وعربي وروسي ...)، كلها انضمت إلى تغطية الأحداث وتحليلها وتفسيرها والدخول في «رياضة» توجيه السهام ضد اللاعبين الكثيرين فيها
لم تخلُ تلك التغطية من حب حقيقي عبر عنه بعض الناس المخلصين للإنسانية، لكنها كانت فائضة أيضاً بأولئك الذين يجعلهم الحب يحضنون «حضن الدب»، الذي يشدك إلى صدره حتى تلفظ روحك، وكانت عارمة بصب الزيت على النار والتلهي بأخبار وصور الجثامين الممزقة والرؤوس الطائرة والأطراف المتناثرة والبيوت والعمارات المهدمة والمظاهرات الاحتجاجية الغاضبة والتجاذبات السياسية الملتهبة.
في سياق منفصل أهتم الاعلام الاسرائيلي بالتطورات اللبنانية وانفجار بيروت ولم تبقَ أي وسيلة منه، قنوات التلفزيون والإذاعات والصحف والشبكات الاجتماعية، العبرية منها وغير العبرية (ايديش وإنجليزي وعربي وروسي ...)، كلها انضمت إلى تغطية الأحداث وتحليلها وتفسيرها والدخول في «رياضة» توجيه السهام ضد اللاعبين الكثيرين فيها
لم تخلُ تلك التغطية من حب حقيقي عبر عنه بعض الناس المخلصين للإنسانية، لكنها كانت فائضة أيضاً بأولئك الذين يجعلهم الحب يحضنون «حضن الدب»، الذي يشدك إلى صدره حتى تلفظ روحك، وكانت عارمة بصب الزيت على النار والتلهي بأخبار وصور الجثامين الممزقة والرؤوس الطائرة والأطراف المتناثرة والبيوت والعمارات المهدمة والمظاهرات الاحتجاجية الغاضبة والتجاذبات السياسية الملتهبة.
كما في كل مكان في عالمنا وأكثر، انشغل الإعلام الإسرائيلي بأحداث بيروت كما لو أنها حدث محلي. فالمدينة الجريحة تقع على بعد خبطة عصا من حيفا، وما بعد بعد حيفا.
دوي الانفجار في مرفأ بيروت، هز كثيراً من المشاعر في البيئة الفلسطينية، ليس فقط في الجليل الذي يتشابه مع الجنوب والشمال والجبل والبقاع في لبنان، بل في كل بقعة فلسطينية أخرى. إذ خرج محبو لبنان الكثيرون هنا بالمشاعل والشموع ذات الأنوار الحزينة، في يافا والناصرة والقدس، فشاهدها الإسرائيليون واهتموا بها
بيروت لم تعلم أن من تسبّب في إضاءة مبنى بلدية تل أبيب بالعلم اللبناني، هم فلسطينيو يافا، الذين فرض على مدينتهم أن تكون جزءاً منها، ولهم ممثلون في إدارة البلدية مارسوا حقهم في طلب التضامن مع بيروت فاستجاب لهم رئيس البلدية. ولقد احتلت الصورة عناوين الإعلام الإسرائيلي، قبل أن يعلموا بالجدل الذي ثار في عالمنا العربي حول الموضوع، وقبل أن يسمعوا أن هناك عرباً اعتبروا الأمر «دموع التماسيح
كثير من الإسرائيليين تحدثوا عن بيروت في الإعلام، من خلال معرفتهم الطويلة بها. بعضهم أمضوا فيها أياماً كثيرة، عندما حاصروها عسكرياً واحتلوا أجزاء منها (1982) وعندما تسللوا إليها في عمليات استخبارية أو عمليات اغتيال لشخصيات بارزة فيها، مثل إيهود باراك الذي تخفى بلباس امرأة في أبريل (نيسان) 1973 وهو يقود عملية اختاروا لها اسم «ربيع الشباب في بيروت» لاغتيال القادة الفلسطينيين .
وكانت هناك تصريحات تعاطف مع بيروت حتى من نجل آرئيل شارون، الجنرال الإسرائيلي الذي قبل أن يصل إلى منصب رئيس حكومة كان يقف على أحد مرتفعات بيروت، وهو يشهد على قيام حلفائه بتنفيذ مجازر صبرا وشاتيلا، بعد خروج مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية إلى شتات جديد.
بعضهم عرفوا بيروت أيضاً من خلال القراءة والدراسة عن تاريخها وأمجادها، وفكرها وثقافتها، وأناقتها، وجمالها، وحبها للحياة وللرفاه وللعمل والنجاح. والإذاعات العبرية الإسرائيلية بثت في ذلك اليوم عدة أغانٍ لبنانية، فكنت تسمع أنغام أغنية فيروز والرحابنة «من قلبي سلام لبيروت»، في شوارع رمات غان وإيلات وبيتح تكفا ومستوطنة أرئيل.
البروفسور دان شفطان، فيقول خراب بيروت سببه إهمال سائب يمكن أن يحصل في كل مكان. مصيبة بيروت ليست الانفجار وثمنه الرهيب، بل حقيقة أنه حتى بعد إعادة الإعمار ليس للبنان احتمال قريب لتوفير جودة حياة دائمة وأمل في الامتناع عن المصائب المنتظمة التي يتميز بها تاريخه في الأجيال الأخيرة. فهذه تنشأ عن الثقافة الفاسدة التي تبناها أبناؤه. مصيبته ليست نتاج المواد القابلة للانفجار التي خزنت في الميناء، بل وليدة المواد السامة التي تراكمت في رأسه وفي قلبه ».
ومثل شفطان قرأنا كثيرين وسمعنا وشاهدنا آخرين في إسرائيل، بعضهم ممن كان ولا يزال لهم باع طويل ومساهمة غير قليلة في مأساة بيروت ولبنان برمته، لكنهم يصيبون كبد الحقيقة عندما يشيرون إلى من يغذي هذه المأساة ويوفر لها السلاح والذخيرة.
د. تسفي برئيل، محرر الشؤون العربية كل قرار سيتم اتخاذه لا يمكن أن يكون مفصولاً عن الأصوات العالية التي تسمع في الشوارع. فالشعب اللبناني سبق وأثبت قوته على تغيير الواقع من خلال المظاهرات - هو الذي تسبب بانسحاب القوات السورية من لبنان في 2005 وهو الذي أدى إلى إسقاط حكومات. هذا الجمهور يعمل الآن مثل برلمان بديل يشرف على ويراقب نشاطات كل حكومة سيتم تشكيلها. في الوقت نفسه، بدون مساعدة منظمة وثابتة ودون شبكة أمان اقتصادية برعاية دولية، فإن لبنان يمكن أن يتحول إلى ساحة منافسة دولية فيها دول مثل الصين وروسيا وإيران وتركيا ستحاول أن تجد لنفسها مواقع اقتصادية وفي الأصل سياسية، مثلما حدث في سوريا ومثلما يحدث الآن في ليبيا