الدكتور أحمد إسماعيل يكتب: كلنا باشا مصر،

جريدة البوابة المصرية
جريدة البوابة المصرية
محافظ مطروح يفتتح ورشة عمل عن الخطر السيبراني وزير الري: يوجه بالإستفادة من املاك الوزارة يتماشى مع التوجهات العامة للدولة جهاز تنمية المشروعات يطلق النسخة السادسة من معرض "تراثنا" للحرف اليدوية والتراثية 12 ديسمبر المقبل وزيرة التنمية المحلية تشارك في فعاليات إنطلاق النسخة الخامسة من الأسبوع العربي للتنمية المستدامة بجامعة الدول العربية تعرف من عارف علي اسعار الفاكهة جملة اليوم الأحد 24 نوفمبر 2024 تعرف من عارف علي اسعار الاسماك اليوم الأحد 24 نوفمبر 2024 جامعة أسوان تنظم يوم رياضي ضمن مبادرة 100 يوم رياضة وإقامة المباراة النهائية لبطولة دوري الأنشطة الطلابية تعرف من عارف علي مواعيد مبارايات اليوم الأحد 24 نوفمبر 2024 ساعات ويختتم العالم قمة المناخ COP29 بباكو عاصمة أذربيجان تعرف من عارف علي اسعار الخضار اليوم الأحد 24 نوفمبر 2024 تعرف من عارف علي اسعار الذهب اليوم الأحد 24 نوفمبر 2024 محافظ الإسكندرية: رفع درجة الاستعدادات للتعامل مع توقعات الهيئة العامة للأرصادالجوية

مقالات

الدكتور أحمد إسماعيل يكتب: كلنا باشا مصر،

د أحمد اسماعيل
د أحمد اسماعيل

نريد ثورة بقيادة الرئيس في كل يوم تحدث مثل هذه المشاهد التي أثارت الرأي العام مؤخرا، وتعدي أصحاب النفوذ الوظيفي أو المالي علي غيره بدعوى "هو ابن مين"، واصبح معتادا أن ترى باشا مصر في أي مكان، لا يقتصر الأمر علي ممارسات فردية من بعض المنتسبين لأجهزة أمنية أو قضائية فقط، بل تراه في سيارة بلا لوحات مرورية.

وتراه في مكتب خدمه جماهيرية في مصلحة حكومية أو في جامعة او مستشفي، تراه حتي في سائق تاكسي من الممكن أن يمارس البلطجة علي الأجهزة الأمنية والمواطنين لأن قائمة هاتفه المحمول مؤمنة بأكثر من باشا مصر، تراه في كل مكان، لا يخلو موقع من باشا مصر ، تراه في كل من يتكبر علي الاعتراف بالخطأ أو يمارس تسلطه علي من هو اصغر منه أو اضعف، العجيب ان باشا مصر في زماننا غالبا لم يستمد الباشاوية من جذوره العريقة.

بالعكس تراه محدث نعمه ، سليل بطون جاعت ثم شبعت والشح فيها باقٕ ، وما الحل للقضاء علي هذه الظاهرة القميئة ؟.... أحد وزراء مبارك وكان أستاذا للعلوم السياسية، ذات مرة في ندوة بإحدي الجامعات سأله طالب بحسن نية: معالي الوزير أعمل إيه لو حد أهانني في الشارع وبعدين قال لي (انت مش عارف انا ابن مين؟!!!).

رد الوزير قائلا : لاااااا اللي يسألك كدا قول له لا عارف انت ابن مين .... ((قول له انت ابن كلب))... كان واضح أن الطالب سأل بحسن نيه ، والوزير اجاب بالمسكنات الحماسية .... ضجت القاعة بالتصفيق للوزير الذي تخلي عن البروتوكول ومحددات السياسة وتلفظ بهذه العبارة ... لكن الحقيقة أنها كانت سياسة التنويم والتهدئة.... والحقيقة أيضا أن اشد أنواع الفساد خطرا هو الناتج عن فساد الأخلاق ...

خسة الطباع ، خاصة إذا اجتمعت مع الغباء والغطرسة والعنجهية ... لأن من فساد الاخلاق تصدر كل أنواع الفساد وصوره. الفساد أدي الي التوريث في المناصب التي سموها هم سيادية . الفساد أدي الي التوريث ، والتوريث رسخ للفساد وحماه.... اطاحوا بمبارك لابطال مخطط توريث ، وتركوا كل مفاصل الدولة ينخر فيها سوس التوريث.

انتهت الحقبة الملكية وكان التوريث فيها يقوم عليه نظام الحكم ، وأتت حقبة التوريث الممنهج ، ثم الانفتاح السداح المداح الذي نتج عليه تركز رؤوس الأموال مع الفهلوية، وحتي يضرب الفساد بجذوره كان لابد من زواج المال بالسلطة. وتغيرت خريطة العائلات المالكة في مصر ، ونتج عن زواج المال بالسلطة جيل من اللقطاء لانه في الحقيقة لم يكن زواجا تقره الشرائع وانما كان سفاحا استباح عرض الوطن واستقراره وتقدمه .... التوريث والفساد وتوظيف المال والأنساب سياسيا .

كل هذه الأمور مستمرة وتستمر ، والواضح أن لها مرجعية في التركيب الجيني للعرب خصوصا.... وبكل حسابات الطبيعة لن تنتهي هذه الممارسات في سنتين او سنتين أو حتي عقد من الزمن. الأمر يحتاج الي معالجة شاملة وجادة للمسببات.، لابد من ترسيخ قواعد تكافؤ الفرص، لابد من ثورة ضد الانحطاط الأخلاقي في الشارع ووسائل الإعلام ، لابد من إحكام القبضة علي التسيب الادارى الذي ينتج أجيالا من الموظفين يتعاملون بالبيضة والحجر .

لابد من مراجعة مناهج التعليم ومدي مساهمتها في بناء الشخصية السوية، تغيير الخطاب الديني لا يحتاج النظر في التراث بقدر ما يحتاج أن يكون مواكبا للقضايا المعاصرة ووضع حلول جذرية لها ،،، القضاء علي الفساد الأخلاقي يحتاج مشروع قومي علي غرار ١٠٠ مليون صحة، مشروع يتبناه الرئيس ويشرف عليه بنفسه (١٠٠ مليون أخلاق) ، مشروع تتكاتف فيه كل جهود الوزارات المعنية تعليم وجامعات وإعلام وشباب واوقاف وازهر وكنيسة ، الاحلام والطموحات في التعامل مع مثل هذه القضايا لا تبني وطنا أو تستعيد بناءه ...

الفساد لا يستطيع رئيس بمفرده أو وزارة بعينها أن تتصدر له أو حتي تحد من آثاره ... الأمر يحتاج معالجة شاملة وإلا ففساد الاخلاق كفيل ان يقوض كل نتائج البناء والتعمير والتنمية ، لانها بدون شعب منضبط أخلاقيا وقانونيا ، ستكون كلها تنمية وقتية ... وساعتها لن ينفع الندم. فهل من ثورة من أجل مجتمع تحكمه الاخلاق والقوانين معا. حفظ الله مصر



Italian Trulli