أمريكا تعلن الحرب الاقتصادية العالمية

جريدة البوابة المصرية
جريدة البوابة المصرية
وزيرة التنمية المحلية تشارك في فعاليات إنطلاق النسخة الخامسة من الأسبوع العربي للتنمية المستدامة بجامعة الدول العربية تعرف من عارف علي اسعار الفاكهة جملة اليوم الأحد 24 نوفمبر 2024 تعرف من عارف علي اسعار الاسماك اليوم الأحد 24 نوفمبر 2024 جامعة أسوان تنظم يوم رياضي ضمن مبادرة 100 يوم رياضة وإقامة المباراة النهائية لبطولة دوري الأنشطة الطلابية تعرف من عارف علي مواعيد مبارايات اليوم الأحد 24 نوفمبر 2024 ساعات ويختتم العالم قمة المناخ COP29 بباكو عاصمة أذربيجان تعرف من عارف علي اسعار الخضار اليوم الأحد 24 نوفمبر 2024 تعرف من عارف علي اسعار الذهب اليوم الأحد 24 نوفمبر 2024 محافظ الإسكندرية: رفع درجة الاستعدادات للتعامل مع توقعات الهيئة العامة للأرصادالجوية تعرف من علي اسعار الحديد والاسمنت اليوم الأحد 24 نوفمبر 2024 تعرف من عارف علي اسعار صرف العملات الأجنبية اليوم الأحد 24 نوفمبر 2024 محافظة الاسكندرية تطرح عمليات جديدة ضمن خطتها الإستثمارية

مقالات

أمريكا تعلن الحرب الاقتصادية العالمية

طلال ابو غزاله
طلال ابو غزاله

منذ بداية العقوبات التي فرضتها أمريكا على الصين وغيرها، والعقوبات المضادة مقابلها، كانت الفترة حتى أول أمس فترة إجراءات حمائية ثنائية، وإن كانت مؤثرة وأدت إلى خسائر وانكماش في الاقتصاد العالمي. إلا أن ما أعلنه الرئيس الأمريكي منذ ايام تعدى خطوط العقوبات والإجراءات التجارية لينتقل إلى مرحلة الحرب الاقتصادية.
ولعل وضع الرئيس ترامب شركة هواوي الصينية، عملاق الاتصالات الأكبر في الدنيا على القائمة السوداء مؤشر واضح على جدية وخطورة الوضع.

أضف الى ذلك طلب الرئيس الأمريكي من الشركات الأمريكية العاملة في الصين الانتقال الى أمريكا!
كل ذلك توقعته منذ أكثر من سنة، الا أن الأهم والأخطر من ذلك هو تماما ما تخوفت من حدوثه في مقال نشر بالصحف العربية والعالمية بالاول من يونيو بعنوان "الأزمة العالمية 2020 والحرب العالمية الثالثة" بأن المشكلة الأكبر في الخلاف الصيني الأمريكي هي مشكلة تتعلق بحقوق الملكية الفكرية. وربما كان حدسي مدفوعا بكوننا الشركة الأكبر على مستوى العالم في حقوق الملكية الفكرية، وبحكم مواقعي على مجالس المنظمات العالمية المعنية بهذا الموضوع. وقد تطرقت في مقابلتي مع قناة روسيا اليوم على هامش مؤتمر سانت بطرسبيرغ الاقتصادي في يونيو من العام الحالي 2019، قائلا: " أن أميركا تعتقد أن قوة الصين التقنية ناتجة عن التعدي على حقوق الملكية الفكرية الامريكية".
وعندما يعلن الرئيس الأمريكي أول أمس أن الصين سرقت حقوق أمريكا للملكية الفكرية على مدى سنوات بمبالغ يزيد مجموعها على التريليونات (التريليون= ألف مليار) هذا لا يجوز أن يستمر، وعندما أقرأ هذا التصريح فإنني أفهم منه أن المطلوب هو أن تعوض الصين أمريكا عن هذه الخسائر. وأود أن أكرر ما قلته حرفيا في مقال الأزمة العالمية 2020 والحرب العالمية الثالثة: "سوف تتحول الحروب الثنائية التقنية والتجارية والاقتصادية وحقوق الملكية الفكرية والمالية والعسكرية الى صراع شامل بين العملاقين".
إذاً نتفهم لماذا ترفض الصين الجلوس الثنائي مع أمريكا للتوصل إلى حلول وإلى نظام عالمي جديد، ذلك لأنه من المتوقع أن يكون في مقدمة جدول الأعمال المطالبة بتعويض التريليونات من الدولارات عن تلك الحقوق المتعلقة بالملكية الفكرية من قبل الصين.
ولتوضيح هذه المطالبة أقول إن المفهوم الصيني لحقوق الملكية الفكرية هو أن أي اختراع أمريكي جرى تطويره وتحسينه وإنتاجه من قبل دولة أخرى يشكل سرقة لحقوقها، أما وجهة النظر الصينية فإن قوانين واتفاقيات حقوق الملكية الفكرية تعتبر أي تطوير فيه حداثة وفائدة اختراعا جديدا. ذلك علما بأن أمريكيا ساهمت في صياغة هذا النظام العالمي ووقعت على اتفاقياته.
وغني عن البيان أنه -كما هو متوقع- عندما تطلب أمريكا تعويضا كهذا من الصين، فإن المنطق يقول أنها تستطيع أن تطلب من دولة أوروبية أو من اليابان أو من أي دولة في العالم تعويضات مماثلة. كل ذلك يجري ذلك في ظل شبه شلل للمنظمة العالمية للتجارة، لأن أمريكا تريد العودة من نظام اتفاقيات العمل المتعدد الأطراف الى التعامل الثاني.
ومن المعروف لدى المتابعين التجاريين في العالم أن الشلل الحالي في المنظمة العالمية للتجارة وغيرها من المنظمات الدولية سببه أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتقد أنه حان الوقت لنظام عالمي جديد، يحل محل النظام الذي نشأ في أعقاب الحرب العالمية الثانية.
وفي مقالة مستقبلية سوف أبدي رأيي بأن هذا النظام لن ينشأ إلا بعد حرب عالمية ثالثة لأن الحروب تنتهي باتفاقيات.
ان لم يكن هذا دليل على بداية الحرب الاقتصادية العالمية، فأنا لا أعلم ما هي الحرب الاقتصادية.
كاتب المقال طلال أبو غزاله مؤسس المجموعة الدولية ابو عزاله للحاسبات والاستشارات الادارية



Italian Trulli