دين
”الأوقاف”: فرض الرأي الواحد من بعض الجماعات سبب في ظهور بعض حالات الإلحاد
هدير محمد
قال المشاركون في فعاليات "دورة الإلحاد ومخاطره" التي تنظمها وزارة الأوقاف، إن فرض الرأي الواحد من بعض الجماعات أحد أهم أسباب ظهور بعض حالات الإلحاد، مؤكدين ضرورة أن يتجنب الداعية الخلافات الفقهية التي لا طائل تحتها، وأن يفتي بينهم بالمشهور الذي عليه العمل في دار الإفتاء والقانون.
وتأتي "دورة الإلحاد ومخاطره" التي تنظمها وزارة الأوقاف، التي تقام تحت رعاية الوزير الدكتور محمد مختار جمعة، في إطار خطة الوزارة في التدريب والتأهيل، والعمل على نشر الفكر الوسطي والتصدي للظواهر الهدامة، وحاضر فيها الشيخ خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية تحت عنوان: "وقاية الشباب من الإلحاد"، والدكتور محمد سالم أبو عاصي عميد كلية الدراسات العليا بجامعة الأزهر سابقا، وكانت تحت عنوان "أسباب التطرف الديني وعلاجه"، مع الالتزام التام بكافة إجراءات الوقاية الصحية من التعقيم والتطهير، وارتداء المتدربين للكمامة، والحفاظ على التباعد الاجتماعي، طوال مدة التواجد بالأكاديمية.
وقال الشيخ خالد الجندي، إن الإلحاد مشكلة نفسية وأن من يتصدى للحوار من العلماء يجب أن يجمع العلوم العقلية والإنسانية، مؤكدا ضرورة أن تتوفر في من يتصدى لمعالجة مشكلة الإلحاد ومحاورة الملحدين عدة صفات من أهمها: (العلم –والثقافة- والشخصية المقنعة- والموهبة)، مع عدم إقصاء الشيوخ وعلماء الدين عن مخالطة الجمهور والمشاركة المجتمعية حتى يسهل عليهم اكتشاف الداء ووصف الدواء مبكرا، مشيرا إلى أن مشكلة الإلحاد هي فشل في الحصول على إجابات منطقية لأمور عقلية، لذا تكون النتيجة هي الجحود والنكران لما عجز الإنسان عن رؤيته وفهمه.
وفي سياق متصل، أكد الدكتور محمد سالم أبو عاصي أن عرض اختلاف العلماء بصورة موسعة على العامة صنع لهم نوعا من الفتنة والبلبلة، وأن الواجب على الداعية أن يجنب الناس الخلافات التي لا طائل تحتها، وأن يفتي بينهم بالمشهور الذي عليه العمل في دار الإفتاء والقانون، مضيفا: أن تسطيح الفكر الديني في المجتمع جعل الناس يستمعون لدعاة غير مؤهلين علميا، مما أدى إلى رقة الثقافة الدينية في المجتمع وجعله عرضة لأصحاب المذاهب الهدامة، وكذلك فرض الرأي الواحد من بعض الجماعات والتيارات التي لا تسمح بالنقاش كان من أهم أسباب تفشي الإلحاد.
وأشار إلى أن الدعوة يجب أن تقوم على الإقناع العقلي مع الدليل الشرعي، فالعقل خلقه الله (عز وجل) لمساعدة النفس في التفكير وحفظ المعلومات وتحليلها وإصدار ردود الأفعال المناسبة.. والقلب هو مفتاح للعقل، ويقال بأنّه يُعطي ردود أفعال ويعمل بسرعة أكبر من سرعة العقل.