شئون عربية
طارق فهمي: زيارة نتنياهو للخليل ستفجر الأوضاع بالأراضي المحتلة
سعد الحلوانيقال الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ورئيس وحدة الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، إن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى مدينة الخليل اليوم لن تحمل نتائج جيدة لإسرائيل في الوقت الراهن وقبل الانتخابات التشريعية التي ستجري الشهر الجاري، بل ستؤدي إلى مزيد من التعقيدات والتوتر واشتعال الوضع في الأراضي الفلسطينية ودفع الفلسطينيين للتصعيد.
وأوضح الدكتور طارق فهمي، اليوم الأربعاء، أن توقيت زيارة نتنياهو للخليل له عدة أهداف وكذلك بعد انتخابي حيث تحمل الزيارة رسائل مهمة للداخل الإسرائيلي لاسيما إلى اليمين واليمين المتطرف وهي أن هناك مخططات لتهويد المدينة القديمة ومصادرة سوق الجملة ومنحه للمستوطنين اليهود.
وأضاف أن نتنياهو يسعى في هذا التوقيت إلى خلط الأوراق، بمعنى أنه يقوم بهذه الزيارة في ذكرى التسعين لأحداث ثورة البراق (وهي اشتباكات عنيفة اندلعت في مدينة القدس عام 1929 وامتدت إلى عدة مدن منها الخليل)، وذلك من أجل الترويج لرواية الاحتلال من ناحية، ولكسب المستوطنين وعدم إغضابهم مع اقتراب الانتخابات من ناحية أخرى، بالإضافة إلى المخطط الاستيطاني الخطير بالأراضي الفلسطينية.
وتابع فهمي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يواجه ضغوطا من المستوطنين للإعلان عن توسيع المستوطنة اليهودية القائمة في قلب مدينة الخليل، وذلك بهدف تغيير الوضع الديمغرافي في المدينة على حساب المساكن الفلسطينية الموجودة في شارع الشهداء، لافتا في الوقت ذاته إلى أن عدد المستوطنين اليهود في هذه المنطقة لا يتعدى 700 شخص على عكس الادعاءات الإسرائيلية.
واعتبر الخبير الاستراتيجي أن هناك مخططا كبيرا يتجاوز القيود الكبيرة التي فرضتها سلطات الاحتلال تزامنا مع هذه الزيارة من إغلاق الحرم الإبراهيمي بالخليل أمام المصلين وحظر التجوال في عدد من المناطق وإغلاق المحالات التجارية للفلسطينيين.
ونبه إلى أن الهدف ليس فقط تهويد المدينة القديمة بما فيها الحرم الإبراهيمي بل هو مخطط متكامل في عملية الاستيطان سيبدأ بالخليل، محذرا من أن التوسع الاستيطاني في هذه المناطق سيؤدي إلى نتائج في غاية الخطورة لأن الاستيطان يمتد في شرق الخليل عند مدينة قلقيلية التابعة للسلطة الفلسطينية والتي تتميز بموقع جغرافي فريد (لإشرافها على الساحل الفلسطيني المحتل، ووقوعها في الشمال الغربي للضفة الغربية) حيث من المتوقع أن يتم مصادرة و ابتلاع الأراضي الفلسطينية.