أعادت مداهمة شرطة البيئة والمسطحات، لمخازن شركة لافارج للإسمنت، إلى الأذهان السجل الأسود لجرائم الشركة الفرنسية المتخصصة في صناعة الأسمنت، حيث قامت شرطة البيئة والمسطحات على خلفية شكاوى مواطنين، من قيام الشركة في دمياط بتخزين مواد غريبة تابعة لها في العراء، مما تسبب في تطاير الأتربة التي أصابت الأجهزة التنفسية للأطفال وكبار السن وعدد كبير من المواطنين في المنطقة المحيطة لها، وكذلك أضرت بالأراضي الزراعية المحيطة ضررا بليغا أدت إلى تبويرها، تلك المخالفات التي سلطت الضوء على تاريخ سيء السمعة للشركة الفرنسية، والتي يحفل القضاء الفرنسي وأروقته بأوراق القضايا المرفوعة ضدها.

وقالت مصادر أمنية مطلعة، إن اللواء بهي زغلول مدير الإدارة العامة لشرطة البيئة والمسطحات بالتحقيق في البلاغ، وتشكيل حملة مكبرة لمداهمة مخازن شركة لافارج للأسمنت بقيادة العميد محمد عبدالمنعم، وأسفرت عن اكتشاف وجود كميات كبيرة من الكلنكر الأسمنتي (مادة صلبة تنتج في صناعة الأسمنت البورتلاندي كمنتج وسيط) على مساحة كبيرة من الأرض الزراعية غير معبأة ومخزنة في العراء، دون لا أسوار ولا أسقف، مما أدى إلى تطاير الكلنكر وانتشار الأتربة المنبعثة منه في الهواء والأرض الزراعية المحيطة به، فقام العميد محمد والفريق المرافق بتحرير محضرا ضد شركة لافارج وغلق المخازن لحين التحقيق في الواقعة.

واقعة «لافارج» تأتي امتداداً لسجل الشركة المشوب بالمخالفات، حيث ساهمت صناعة الأسمنت بنحو 8% من جميع انبعاثات الكربون في جميع أنحاء العالم، مما ساهم بشكل كبير في الاحتباس الحراري، ومن بين ذلك مخالفات «لافارج» والتي تأتي بعد أشهر من اتهام القضاء الفرنسي للشركة بدعم أنشطة ضد الإنسانية ودعم تنظيم داعش في سوريا، ببيعها إسمنتاً للتنظيم، ودفعت لوسطاء من أجل الحصول على مواد أولية من فصائل متطرفة، وفق تقارير صحفية عالمية نقلتها صحيفة سكاي نيوز عربية.