المرأة والصحة
مشروبات الطاقة وخطرها على الأطفال
غاده منصورالأخطار المحتملة الناتجة من مشروبات الطاقة خاصة تلك الغنية بالكافيين والتي تعد بتجنب النعاس أصبحت معروفة ولكن بينت دراسة جديدة أن الخطر قد يصيب الأطفال الصغار أيضا.
بالرغم من أن الفئة المستهدفة لمشروبات الطاقة هم المراهقين والشباب إلا أن ما يزيد عن 40% من تقارير وحدة السموم الأمريكية خلال ثلاث سنوات للفترة ما بين أوكتوبر 2010 ولغاية سيبتيمبير 2013 كانت لأطفال دون السادسة من العمر كما بيّن مؤلف الدراسة الطبيب ستيفين ليبشالتز وهو طبيب أطفال في مستشفى الأطفال في ولاية ميتشيغين.
بينت الدراسة أن نصف حالات التسمم التي أوثقت في نظام بيانات المركز الوطني للسيطرة على السموم والمرتبطة بمشروبات الطاقة المحتوية على الكافيين كانت للتعرض الغير متعمد لأطفال بعمر أقل من ست سنوات وفي حالات خطرة سجلت حالات من مشاكل القلب.
قام الطبيب ليبتشالتز وزملائه بتحليل بيانات من المركز الوطني للسيطرة على السموم ودرسوا التقارير المرتبطة بمشروبات الطاقة والتي شملت خمسة وخمسين مركز سيطرة مختلف.
بينت نتائج الدراسة وفقا للطبيب ليتشالتز أن التعرض لمشروبات الطاقة هي مشكلة صحية متفاقمة. تبعا لبحث سابق قام به الطبيب ليبتشالتز وأوضح فيه مخاطر مشروبات الطاقة قررت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال منع مشروبات الطاقة في وجبات الأطفال الغذائية.
خلال فترة الدراسة تم تسجيل 10000 حالة طوارئ بسبب مشروبات الطاقة، أكثر من 5000 حالة كانت نتيجة التعرض لمادة واحدة فقط وتم تعريفها ومن بين هذه الحالات 40% منها كانت لأطفال دون سن السادسة من العمر. من بين كل حالات الطوارئ التي سجلت بمشاكل رئيسية أكثر من 50% منها كانت مشاكل في القلب والأوعية الدموية والنصف الآخر شمل مشاكل في الجهاز العصبي كنوبات الصرع.
بيّن الطبيب ليبتشالتز أن بعض مشروبات الطاقة تحتوي على 400 ملغ من الكافيين في العبوة الواحدة مقارنة بكمية 100-150 ملغ من كوب القهوة الإعتيادي.كما ذكر أن التسمم بالكافيين من الممكن أن يحدث عند تناول ما يزيد عن 400 ملغ يوميا لدى البالغين ولكن 100 ملغ كافية لإصابة المراهقين بالتسمم وللأطفال دون الثانية عشر فإن 2.5 ملغ لكل كيلوغرام من الوزن من الممكن أن يكون خطرا!
ذكرت مجموعة ممثلة لشركات مشروبات الطاقة أن منتجاتها ليست لاستهلاك الأطفال بأي طريقة كانت.كما صرحت رابطة المشروبات الأمريكية أن شركات مشروبات الطاقة الرائدة تضع عبارة توضح أن هذه المشروبات غير مخصصة للأطفال على عبواتها بشكل تطوعي وتعهدت بشكل تطوعي أيضا أن لا يتم تسويق منتجاتها للأطفال أو بيعها لطلاب المدارس.
علقت السيدة نيكول لارسون وهي باحثة في جامعة مينيسوتا قائلة: “نتائج هذه الدراسة للأسف غير مفاجئة وذلك لأن الأسواق مليئة بالمشروبات الرياضية ومشروبات الطاقة وذكرت البيانات الوطنية أن الشباب يتناولون هذه المنتجات كما أن النتائج الصحية الخطيرة التي بيّنتها الدراسة تؤكد على ضرورة تنبّه الأهل، المدرسين، مقدمي الرعاية الصحية والمدربين على ضرورة تكثيف الجهود لتقليل تسويق وتوافر هذه المنتجات للأطفال. ومن واجب الأهل مساعدة أطفالهم على إتباع عادات صحية كالتركيز على شرب الماء لسد النقص في السوائل بعد ممارسة التمارين الرياضية وتناول المشروبات المغذية كالحليب قليل الدهون.