تقارير وتحقيقات
فاطمة الزهراء.. سيّدَةُ نِساءِ أَهْلِ الجَنَّةِ
غادة منصورتحل اليوم الثالث من شهر رمضان لعام 1442هـ، ذكرى وفاة سيدة نساء العالمين وابنة الرسول الخاتم والأمين سيدنا محمد بن عبدالله السيدة فاطمة الزهراء.
وفاطمة الزهراء هي ابنة محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، رسول الله وخاتم الأنبياء والمرسلين، وأمها خديجة بنت خويلد ولدت يوم الجمعة 20 جمادى الآخرة في السنة الخامسة بعد البعثة النبوية بعد حادثة الإسراء والمعراج بثلاث سنوات (حسب الروايات الشيعية)، أو في السنة الخامسة قبل البعثة النبوية في مكة المكرمة، والنبي له من العمر خمسة وثلاثين عامًا (حسب روايات أهل السنة والجماعة). زوجها هو الإمام على بن أبي طالب.
شهدت الزهراء منذ طفولتها أحداثًا جسامًا كثيرةً، فقد كان النبي يعاني من اضطهاد قريش وكانت فاطمة تعينه على ذلك الاضطهاد وتسانده وتؤازره، كما كان يعاني من أذى عمه أبي لهب وامرأته أم جميل من إلقاء القاذورات أمام بيته فكانت فاطمة تتولى أمور التنظيف والتطهير.
وكان من أشد ما قاسته من آلام في بداية الدعوة ذلك الحصار الشديد الذي حوصر فيه المسلمون مع بني هاشم في شعب أبي طالب، وأقاموا على ذلك ثلاثة سنوات، فلم يكن المشركون يتركون طعامًا يدخل مكة ولا بيعاُ إلا واشتروه، حتى أصاب التّعب بني هاشم واضطروا إلى أكل الأوراق والجلود، وكان لا يصل إليهم شيئًا إلا مستخفيًا، ومن كان يريد أن يصل قريبا له من قريش كان يصله سرًا.
وقد أثر الحصار والجوع على صحة فاطمة، ولكنّه زادها إيمانًا ونضجًا. وما كادت فاطمة الصغيرة تخرج من محنة الحصار حتى فوجئت بوفاة أمها خديجة فامتلأت نفسها حزنًا وألمًا، ووجدت نفسها أمام مسؤوليات ضخمة نحو أبيها النبي الكريم، وهو يمرّ بظروف قاسية خاصة بعد وفاة زوجته وعمّه أبي طالب. فما كان منها إلا أن ضاعفت الجهد وتحملت الأحداث بصبر، ووقفت إلى جانب أبيها الرسول الكريم لتقدم له العوض عن أمها وزوجته ولذلك كانت تُكنّى بـ "أم أبيها".
تعددت مسميات السيدة فاطمة فعرفها السنة والشيعة على حد سواء بمسميات منها "الزهراء، الحوراء الإنسية، الصديقة، المباركة، الزكية، المحدثة، البتول، الحانية، أم الأئمة، الطاهرة، المنصورة، الصادقة، الريحانة، البضعة"، وقد هاجرت إلى المدينة المنورة وهي في الثامنة عشرة من عمرها وكانت معها أختها أم كلثوم وأم المؤمنين سودة بنت زمعة بصحبة زيد بن حارثة وهاجر معهم: أم المؤمنين عائشة وأمها أم رومان بصحبة عبد الله بن أبي بكر، وكان ذلك في السنة الأولى من الهجرة.
تزوجت الزهراء بالإمام على بن أبي طالب وأصدقها درعه الحُطمية، في ذي القعدة أو قُبيله من سنة اثنتين بعد معركة بدر، وقيل بعد معركة أحد، فولدت له "الحسن، الحسين، المحسن، أم كلثوم، وزينب".
ورد في حق فاطمة أحاديث نبوية كثيرة منها ما روي عن النبي قوله، "حَسْبُك مِنْ نساءِ العالَميَن أَرْبَع: مَرْيمَ وَآسيَة وَخَديجَة وَفاطِمَة"، "خَيْرُ نِساءِ العالَمين أَرْبَع: مَرْيمَ وَآسيَة وَخَديجَة وَفاطِمَة"، "أَحَبُّ أَهْلِي إِليَّ فاطِمَة، سيّدَةُ نِساءِ أَهْلِ الجَنَّةِ فاطِمَة"، "فاطِمَة إِنّ اللّهَ يَغْضِبُ لِغَضَبَك"ِ، "المَهْدِيِ مِنْ عِتْرَتي مِنْ وُلدِ فاطِمَة"، "فاطِمَة بَضْعَةٌ مِنّي، يُريبُنِي ما رابَها، وَيُؤذِيني ما آذاهَا"، "أُنْزِلَتْ آيَةُ التطْهِيرِ فِيْ خَمْسَةٍ فِيَّ، وَفِيْ عَليٍّ وَحَسَنٍ وَحُسَيْنٍ وَفاطِمَة"، "فاطِمَة بَهْجَةُ قَلْبِي وَابْناها ثَمْرَةُ فُؤادِي"، و"فاطِمَة أَنْتِ أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتي لُحُوقًا بِي".
توفيت الزهراء في الثالث من شهر رمضان، عام 11 من الهجرة.