المرأة والصحة
«طبق عاشوراء».. قصة احتفال عمره ألف عام
غاده منصوريحتفل المسلمون في شتى بقاع الأرض بـ"يوم عاشوراء" وهو يوم العاشر من شهر المحرم من العام الهجري، وحسب الشريعة الإسلامية فإن صيام هذا اليوم سنة أقرها النبي محمد – صلى الله عليه وسلم - ابتهاجًا بنجاة نبي الله موسى من بطش فرعون مصر قبل آلاف السنين، ولا يزال يجرى الاحتفال بهذا اليوم في البلاد الإسلامية بالحفلات والأناشيد الدينية.
وقد أدخل الفاطميون الشيعة الذين حكموا مصر منذ ألف عام، مظاهر الاحتفال بيوم عاشوراء وغيرها من المناسبات الدينية، مثل ليلة النصف من شعبان، والمولد النبوي، وغيرهما، ولا زالت هذه الاحتفالات تتوارثها الأجيال رغم زوال حكم الفاطميين على يد الناصر صلاح الدين الأيوبي.
ومن ضمن مظاهر الاحتفال بيوم عاشوراء هو طبق الحلوى المسمى بـ"عاشورا" وهو خليط من القمح واللبن والسكر تقدم في أطباق، وتحتفل به العائلات المصرية في هذا اليوم.
وتقول الكاتبة الدكتورة إيناس البهيجي في كتابها تاريخ الدولة الفاطمية، إن الفاطميين بعد ما حكموا مصر اتبعوا وسائل مبتكرة في الترويج للمذهب الشيعي.
ومن جملة هذه الوسائل التي ذكرتها "البهيجي" في كتابها، هي الاحتفالات بليلة النصف من شعبان وعاشوراء واحتفالات شهر رمضان، وابتداع أكلات معينة مثل الكنافة والقطائف في شهر رمضان، وكذلك طبق العاشوراء في يوم عاشوراء، وأغنية "وحوي يا حوي" التي يغنيها الأطفال وهم يخرجون بالفوانيس في شهر رمضان.
وفي كتاب الشيعة في مصر للباحث صالح الورداني، تحدث عن مواسم الفاطميين في مصر واحتفالاتهم الدينية في المحروسة، وقال إن العصر الفاطمي اشتهر بكثرة الاحتفالات وقد تفاعل المصريون معها لما لها من أهمية ترفيهية واقتصادية إذ كانت توزع فيها العطايا والمنح.
وكانت هذه الأعياد حسبما ذكر الورداني، الاحتفال بالمولد النبوي وعاشوراء ورأس السنة الهجرية ومولد الإمام علي ومولد الحسن ومولد الحسين، ومولد فاطمة وأول رمضان وعيد الغدير، وغيرها من المناسبات الأخرى الخاصة بخلفاء الفاطميين.
وعن يوم عاشوراء، يقول الورداني وهو أحد منظري المذهب الشيعي، في كتابه إن الفاطميين كانوا يتخذون من يوم عاشوراء يوم حزن بسبب المذبحة التي وقعت لأبناء الرسول بكربلاء في يوم العاشر من المحرم.
ويضيف: "أن الاحتفال بعاشوراء زمن الفاطميين كانت تتعطل فيه الأسواق ويُستدعى الناس إلى القصر حيث السماط العظيم المسمى بسماط الحزن. وكان يصل إلى الناس منه شئ كثير".
ولما زال حكم الفاطميين اتخذ الأيوبيون هذا اليوم، يوم سعادة نكاية في الفاطميين وراحوا يصنعون الحلوى ويوسعون على أولادهم، بعد أن كان الفاطميون يأكلون في هذا اليوم أجبان وألبان وأعسال وخبزًا مغير لونه إلى الأسود عمدًا حزنًا على مقتل الحسين في كربلاء، وفقا لما ذكره الورداني.
ولم يُشر الكاتب إذا كان طبق عاشوراء ابتدعه الأيوبيون ليكون بديلًا عن الأطعمة التي كان يتناولها الفاطميون في هذا اليوم، أم أن الفاطميين كانوا يتناولون هذا الطبق، لكنه أشار إلى أن هذا اليوم كانت توزع فيه الهدايا والعطايا، وكان الناس يأكلون فيه باختلاف طبقاتهم في سماط الحزن داخل القصر من "العدس والملوحات والمخللات والأجبان والألبان والأعسال والفطير".