دين
شيخ الأزهر: الفرقة والتنازع أشد ضررًا من الشرك
هيثم محمودقال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر إن قلة التكاليف دعوة للاتحاد والقوة في كل المجتمعات الإسلامية، موضحا أنها تفتح الباب للتنوع والتكامل والاجتهاد والرأي، وفي الوقت ذاته تضيق مساحات الاختلاف المؤدي إلى التعصب والتشدد، وما يتبع ذلك من انقسامات تبدوا معها الأمة وكأنها أمة ذات دينين أو أديان مختلفة.
وأوضح فضيلة الإمام الأكبر خلال الحلقة السادسة والعشرين من برنامج "الإمام الطيب" أنه لاشك في أن الفرقة والتنازع والاختلاف أشد ضررا وأسرع تأثيرا في تدمير المجتمعات وتقويض بنيان الجماعات من تأثير الوثنية والشرك، حيث إن الشرك، وإن كان شرا مستطيرا، إلا أنه لا يستعصي على الهداية والعودة إلى الإيمان بالله تعالى، وذلك بخلاف مرض الفرقة والتنازع، وما ينتهي إليه من فشل لا يرجى معه أي أمل في العلاج أو الإصلاح.
وكشف عن أن الاختلاف في المسائل الدينية أصبح يشكل خطرا على وحدة المسلمين حول العالم، مؤكدًا أن ما حدث خلال القرن الأخير للمسلمين ما هو إلا استغلال لخلافيات موجودة بينهم منذ ظهور الإسلام، حيث اشتعلت هذه الخلافيات فجأة وأصبح كل واحد من أتباع مذهب معين يكفر أو يهون عليه أن يريق دماء أتباع المذهب الآخر، على الرغم من أن هذين المذهبين عاشا في كنف الإسلام خمسة عشر قرنا من الزمان.
وأوضح أن معظم الخلافات بين المذاهب كانت بسبب المسائل السياسية، مؤكداً أن هذا المعيار لا يصلح أبدا أن يكون فتنة يوقظها الأعداء بين المسلمين، لكنهم، للأسف الشديد، نجحوا في ذلك، واستطاعوا أن ينفذوا إلى جدار الوحدة بين المسلمين وأن يضربوها في مقتل، بعد أن حققت أمتهم النصر في مهدها الأول بالوحدة والاتحاد.