تشهد مصر إرتفاعا تدريجيا في درجات الحرارة خلال فصل الربيع والصيف، وفي هذه الأثناء يحتاج جسم الإنسان إلى بعض الأطعمة التي تمده بالطاقة وتكافح الإجهاد. ومن المؤكد ان العديد منا يفضل العديد وقاية جسمهم من أشعة الشمس الحارقة بإستخدام كريم واقي الشمس وإرتداء الملابس الواقية والمناسبة، ولكن قد يجهل البعض الدور العظيم الذي تمتلكه بعض الأغذية لمواجهة أشعة الشمس الفوق بنفسجية، والعمل على حماية خلايا الجلد من العوامل الخارجية.

فالعديد من مضادات الأكسدة التي تحويها بعض أنواع الأغذية تساعد في ذلك وتدعم الخلايا الجلدية في عملية التجدد والإصلاح الذاتي. وهناك بعض الإجراءات التي يجب إتباعها إستعدادًا لمواجهة إرتفاع درجة الحرارة المفاجئ ومنها مايلى: تناول الكثير من السوائل، تعويض الملح والمعادن، إرتداء ملابس مناسبة، جعل المنزل باردا و الحد من النشاط البدني. فيما يلي سنقدم لكم بعض أنواع الأطعمة التي قد تساعدكم في مواجهة حرارة الصيف وأشعة الشمس الحارقة. لذا سنستعرض مجموعة من الأطعمة التي تجعل الجسم رطبًا طوال اليوم، وتساعد على الشعور بالحيوية والنشاط ومنها مايلى:

الزبادي: من أكثر الأطعمة التى تقلل من إجهاد الجسم الناتج عن إرتفاع درجة الحرارة، لأنه غني بالبروتين والكربوهيدرات التي تمنح الجسم القوة والطاقة، كما أنه يحتوي على بكتيريا البروبيوتيك وهي نوع من أنواع البكتيريا الحية المفيدة لصحة وجسم الإنسان، ومهمة في عملية الهضم، كما تساعد في محاربة البكتيريا الضارة في الجسم والتى تساعد على تحسين صحة الجهاز الهضمي، وتخفف أعراض التعب والإجهاد.

السلطات الباردة: تعد السلطات الباردة من أفضل خيارات الوجبات الخفيفة التي ينصح بتناولها خلال فترة الصيف، وخاصة السلطات التي تحوي الطماطم والخيار والخس، فمادة الليكوبين في الطماطم مضاد أكسدة قوي جدا في مواجهة الأشعة الفوق بنفسجية، كما وأن الخيار والخس، في معظم مكوناتها عبارة عن ما يقارب من 95-96% ماء، مما يساعد الجسم علي تعويض بعض المعادن والمياه المفقودة فى عملية التعرق. ويعد الخيار من أكثر الأطعمة المفضل تناولها خلال فصل الصيف لإحتوائه على نسبة عالية من الماء، والمعادن مثل الكالسيوم والزنك والفسفور.

كما يعد من الأغذية المدرة للبول ويساعد على علاج إرتفاع ضغط الدم، و يفضل تناول الخيار أثناء الإصابة بإرتفاع درجات حرارة الجسم لإحتوائه على كمية كبيرة من الماء مما يرطب الجسم ويخفض من درجة حرارته. كما أن تناول الخيار يمنع الشعور بالعطش ويعوض الجسم عن السوائل التي فقدها في عملية التعرق، حيث يحتوي الخس على 95% من المياه؛ فهو من الخضروات التي يجب تناولها بكميات كبيرة مع السلطة لإمداد الجسم بالمياه، وللتقليل من الجفاف الذي تسببه الأجواء الحارة.

الكوسة: الكوسة من الخضروات التي تحتوي على ألياف" البكتين" التي تساعد على تحسين صحة القلب وخفض نسبة الكوليسترول، إضافة إلى ذلك فان تناولها عندما تكون درجات الحرارة المرتفعة، تساعد على إمداد الجسم بالطاقة اللازمة لمكافحة حرارة الصيف،حيث تتكون الكوسة من نسب عالية من الماء، ولا تحتوي على سعرات حرارية عالية أبداً، كما أنها تحتوي أيضا على مجموعة من الأملاح الطبيعية ومن أهمها البوتاسيوم والماغنيسيوم والتي يفقدها الجسم بفعل الطقس الحار. كما تحتوى على مضادات الأكسدة القويةوهي مركبات نباتية تتمكن من حماية الجسم من أضرار الجذور الحرة في كامل الجسم.

البنجر (الشمندر): من الخضراوات التي تحتوي على نسبة عالية من الماء ولها القدرة على ترطيب الجسم، لذا يفضل تناوله على صورته أو تناوله عصير. ويمتلئ البنجر بالفيتامينات والمعادن والمركبات النباتية الأساسية، وبعضها له خصائص طبية.

البطيخ: يمثل الماء حوالي 90% من مكونات البطيخ، لذلك يساعد على إبقاء الجسم رطبًا في درجات الحرارة المرتفعة، والباقى عبارة عن مجموعة من الكربوهيدرات والألياف الغذائية ومجموعة من الفيتامينات ومضادات الأكسدة، مثل: فيتامين A، وفيتامين C، واللايكوبين كما يحتوى على الدهون التي تعتبر مضادات للأكسدة، ومن المعروف أن هذه الفيتامينات تساعد في حماية الجلد ضد أشعة الشمس، وتعوض ما يخسره الجسم من عناصر وسوائل خلال التعرق. كما أن البطيخ مفيد لمرضى القلب والأوعية الدموية.

الشمّام (الكنتالوب): يعد الشمام "الكنتالوب"، من الأطعمة المفيدة في الحر، لإحتوائه على نسبة كبيرة من الماء الذي يساعد الجسم على خفض درجة حرارته، ويساعد على خفض ضغط الدم الذي يرتفع عند إرتفاع درجات الحرارة، ويخفف من الشعور بالصداع الناتج من التعرض لأشعة الشمس.

الرمان: وجد أن الرمان يحتوي علي نسبة عالية من مضادات الأكسدة وله خصائص مضاداة لمشاكل الجلد وإلتهاباته، وله قدرة في تقليل تأثير الأشعة الفوق بنفسجية التي قد تكون مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد، ولهذا ينصح بتناول الرمان وعصيره المنعش في هذه الأجواء الحارة بشكل خاص.

الموز: يعتبر الموز من الأطعمة التي يجب تناولها لإستعادة الطاقة المفقودة في فصل الصيف، نظرا لإحتوائه على الفيتامينات الأساسية والبوتاسيوم، والكربوهيدرات التي تتحول إلى سكر في الجسم، ثم إلى طاقة. حتوي الموز على الماء والكربوهيدرات، والقليل جداً من البروتين، ويعتبر خالياً من الدهون والكوليسترول تقريباً. كما أنه يحتوي على مضادات الأكسدة والعديد من الفيتامينات، مثل فيتامين سي، وفيتامين أ، وفيتامين ب6، والنياسين.

البرتقال: يحتوي البرتقال على نسبة عالية من الماء وفيتامين سي والألياف مما يعمل على خفض حرارة الجسم، ويمكن تناوله على طبيعته أو تناوله عصير عند الإصابة بالحمى، كما يحتوي أيضًا على فيتامين أ ويعد مصدرا للصوديوم، والبوتاسيوم، والماغنسيوم، والنحاس، والكبريت، والكلورين، ويعد من الأطعمة التي تشكل القلويات حيث يخلف وراءه المادة القلوية في الأنسجة وبعدها يتم إستغلاله وهذا ما يدفع إلى تحسين مقاومة الجسم ورفعها.

الأسماك الدهنية ومصادر الدهون الصحية: ينصح خبراء التغذية بتناول مصادر الدهون الغير مشبعة والأوميجا 3 من أسماك دهنية كالسلمون أو حتى الجوز والمكسرات الأخرى أو زيت الزيتون، فهذه الدهون مهمة جدا للحفاظ على رطوبة الجلد ووقايته ضد الإشعاعات، وحروق الشمس، ومكافحة أي تلف ممكن أن يصيب الحمض النووي DNA، ويؤدى إلى الإصابة بسرطانات الجلد، كما تعتبر هذه الأصناف من الأغذية مصدراً غني لفيتامينE ، والذي يعد أحد أقوى مضادات الأكسدة التي تلعب دور في الحفاظ على خلايا الجلد المختلفة ضد تأثيرات أشعة الشمس، سواء خلايا البشرة أو حتى الشعر، بالإضافة لذلك تعتبر الأسماك الدهنية مصدراً لعنصر السيلينيوم الذي يلعب بدورا مهما كمضاد أكسدة لمواجهة تلف الخلايا، ويدخل في عملية إصلاح الجلد.

د.فاطمة على أحمد - نائب رئيس مركز بحوث الصحراء للبحوث والدراسات والمشروعات سابقا