اليوبيل الذهبي لليوم العالمي للبيئة؟!

جريدة البوابة المصرية
جريدة البوابة المصرية
جهاز تنمية المشروعات يطلق النسخة السادسة من معرض "تراثنا" للحرف اليدوية والتراثية 12 ديسمبر المقبل وزيرة التنمية المحلية تشارك في فعاليات إنطلاق النسخة الخامسة من الأسبوع العربي للتنمية المستدامة بجامعة الدول العربية تعرف من عارف علي اسعار الفاكهة جملة اليوم الأحد 24 نوفمبر 2024 تعرف من عارف علي اسعار الاسماك اليوم الأحد 24 نوفمبر 2024 جامعة أسوان تنظم يوم رياضي ضمن مبادرة 100 يوم رياضة وإقامة المباراة النهائية لبطولة دوري الأنشطة الطلابية تعرف من عارف علي مواعيد مبارايات اليوم الأحد 24 نوفمبر 2024 ساعات ويختتم العالم قمة المناخ COP29 بباكو عاصمة أذربيجان تعرف من عارف علي اسعار الخضار اليوم الأحد 24 نوفمبر 2024 تعرف من عارف علي اسعار الذهب اليوم الأحد 24 نوفمبر 2024 محافظ الإسكندرية: رفع درجة الاستعدادات للتعامل مع توقعات الهيئة العامة للأرصادالجوية تعرف من علي اسعار الحديد والاسمنت اليوم الأحد 24 نوفمبر 2024 تعرف من عارف علي اسعار صرف العملات الأجنبية اليوم الأحد 24 نوفمبر 2024

مقالات

اليوبيل الذهبي لليوم العالمي للبيئة؟!

د.مصطفي الشربيني
د.مصطفي الشربيني

احتفل برنامج الأمم المتحدة للبيئة هذا العام، باليوبيل الذهبي لليوم العالمي للبيئة، والذي اطلق يوم 5 يونيو عام 1973، ويعد أكبر منصة عالمية للتوعية البيئية العامة، حيث يحتفل به ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم.

وقد استضافت فعاليت هذ الاحتفال، دولة كوت ديفوار، حيث قدمت رؤية بصفتي سفير ميثاق المناخ الأوربي المناسبة حول قضية دحر التلوث البلاستيكي التي اتخذها العالم شعارا لليوم العالمي للبيئة هذا العام.

وتُعد اللدائن البلاستيكية الملوث الأكبر للبيئة البحرية والأشد ضررا عليها، حيث تصل نسبتها بين النفايات البحرية إلى 85 في المئة، وينتج العالم أكثر من 400 مليون طن من اللدائن البلاستيكية سنويًا في جميع أنحاء العالم، نصفها تقريبا مصمم للاستخدام مرة واحدة فقط.

حيث لا يُعاد تدوير سوى 10% منها أو أقل ، لينتهي المطاف بالقاء نحو 19 - 23 مليون طن سنويًا منها في البحيرات والأنهار والبحار، وهي كمية تعادل وزن برج إيفل 2200 ضعفا تقريبًا.

وغالبا ما تنتهي هذه اللدائن البلاستيكية الدقيقة، وهي جزيئات صغيرة يصل قطر الواحدة منها إلى 5 مم في طعامنا وشرابنا والهواء الذي نتنفسه، كما تشير التقديرات إلى استهلاك كل شخص على هذا الكوكب أكثر من 500 ألف جزيء بلاستيكي سنويًا.

وربما أكثر من ذلك بكثير إذا حسبنا الجزيئات البلاستيكية المتصاعدة في الهواء ، وتضر اللدائن البلاستيكية التي يُتخلص منها في صناديق القمامة أو بحرقها ، صحة الإنسان والتنوع البيولوجي، حيث تلوث كل نظام البيئة من قمم الجبال إلى قيعان البحار.

وبالرغم من وضع العلماء للكثير من الحلول والوسائل العلمية لمعالجة هذه المشكلة، فان الحكومات والشركات وأصحاب المصلحة، لم يتخذوا خطوات جادة من اجل توسيع نطاق الإجراءات وتسريعها لحل هذه الأزمة، مما يؤكد أهمية اليوم العالمي للبيئة لحشد العمل الفاعل والمؤثر من كل ركن من أركان العالم.

ولا شد ان الوقود الأحفوري قد لعب دورًا مهمًا في الصناعات الحديثة، و أدى إلى تحسين حياة سكان العالم ، ومع ذلك ،فان استمرار هيمنة الوقود الأحفوري علي هذا القرن الحادي والعشرين ، سيكون كارثيًا علي البشرية.

حيث لا تقتصر استخدامات الوقود الأحفوري على إنتاج الطاقة، التي يمكن استخدامها بصورة مباشرة، بل يمتد استخدامه كمواد وسيطة كيميائية ومواد تشحيم وشموع ومذيبات ومنتجات أخرى، حتي ان أكثر من 99٪ من المواد البلاستيكية بما في ذلك الراتنجات والألياف والمواد المضافة مشتقة من المواد الكيميائية التي يتم الحصول عليها من الوقود الأحفوري.

وبالتالي تنبعث منها كميات كبيرة من الغازات الدفيئة خلال جميع مراحل صناعة او تدوير البلاستيك ، فاستخراج ونقل الوقود الأحفوري ، ثم تكرير البلاستيك وتصنيعه ، وإدارة النفايات البلاستيكية ، مع المعدل الحالي لإنتاج البلاستيك والتخلص منه بالحرق.

يمكن أن يؤدي الي انبعاثات غازات دفيئة تصل إلى 1.34 جيجا طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون سنويًا بحلول عام 2030، وبحلول عام 2050 ، يمكن أن يصل إجمالي انبعاثات غازات الدفيئة من إنتاج البلاستيك وحرقه إلى أكثر من 56 جيجا طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون ، وهو ما يمثل حوالي 10-13 ٪ من ميزانية الكربون المتبقية على الأرض.

كما ان المواد البلاستيكية متعددة الاستخدامات، وقابلة للتكيف بشكل مذهل وقد قدمت حلولًا مبتكرة للاحتياجات والتحديات المتزايدة لمجتمعنا على مدار القرن الماضي، بصورة أدت الي تحسين جودة حياة سكان العالم من خلال التقدم في مجال البلاستيك الذي جعل الحياة أبسط وأكثر أمانًا ومتعة.

بعد ان تم استخدام البلاستيك في مجموعة واسعة من التطبيقات ، من العبوات العادية ذات الاستخدام الفردي إلى الأغراض الصناعية المعقدة طويلة الأمد، وقد ركزت دراسات الأثر البيئي للبلاستيك في الماضي بشكل أساسي على السمية والسلوك والمصير ، مع عدم إيلاء اعتبار كافٍ لانبعاثات الغازات الدفيئة وتغير المناخ.

أما الآن فمع زيادة حجم الإنتاج والاستخدام المفرطين للبلاستيك ، تم أخذ آثار البلاستيك على تغير المناخ، على محمل الجد بعد ان كانت استراتيجية صناعة البلاستيك مدفوعة بهدف تقليل آثارها البيئية الشاملة بما في ذلك انبعاثات الغازات الدفيئة، على وجه الخصوص، وبذلت صناعة البلاستيك جهودًا مستمرة لمنع خسائر المواد وتحسين كفاءة الطاقة.

حيث عملت صناعة البلاستيك بالفعل على تكثيف جهودها لتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة في مرحلة الإنتاج إلى جانب تحسين كفاءة المواد والطاقة وتشمل هذه الجهود زيادة دائرية سلسلة قيمة البلاستيك من خلال إعادة تدويره ، وتعزيز استخدام المواد الأولية المتجددة ، والتحول نحو استخدام الطاقة المتجددة ، وتطوير آليات متقدمة لالتقاط الكربون واستخدامه.

وشهدت العقود الأخيرة محاولة لاستخدام المواد البلاستيكية القائمة على أساس حيوي على نطاق واسع كبديل عن البلاستيك المستخرج من الأحفوري ، حيث تشكل المواد البلاستيكية الحيوية حوالي نسبة مئوية من إجمالي المواد البلاستيكية المصنعة سنويًا، وبدأ سوق البلاستيك الحيوي ينمو باستمرار.

حيث تشير التقديرات إلى أن إنتاج البلاستيك الحيوي العالمي سيرتفع من حوالي 2.11 مليون طن في عام 2020 إلى حوالي 2.87 مليون طن في عام 2025 ، وتشير التقديرات إلى أنه يمكننا تجنب 241-316 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون سنويًا عن طريق استبدال 65.8٪ من البلاستيك القائم على الوقود الأحفوري في العالم بالبلاستيك الحيوي.

غير ان هناك العديد من قضايا الاستدامة المرتبطة بالبلاستيك الحيوي ، يمكن أن يؤدي الاستخدام المفرط للبلاستيك الحيوي إلى مزيد من استخدام الأراضي والمياه كما يمكن أن يكون له تأثير سلبي على التنوع البيولوجي ، وذلك لتنمية المواد الأولية المتجددة اللازمة لإنتاج البلاستيك الحيوي ، وقد تم استخدام ما يقرب من 0.7 مليون هكتار من الأراضي في عام 2020

ومع تأثر دورة الكربون العالمية بشكل كبير بانبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن تداخل مخزونات الكربون في التربة والغطاء النباتي الناتج عن التغيير في استخدام الأراضي، وبالمثل ، هناك تأثير آخر مرتبط بتغير استخدام الأراضي وهو تلوث المغذيات الناجم عن الاستخدام المكثف للأسمدة ، وذلك لتنمية المواد الأولية المتجددة اللازمة لإنتاج البلاستيك الحيوي .

وقد حظي إنتاج المواد الكيميائية المفيدة من ثاني أكسيد الكربون باهتمام متزايد في العقود الماضية، ويمكن أن يوفر تخليق البوليمر مع ثاني أكسيد الكربون المعاد تدويره طريقًا ملموسًا للانتقال نحو الاقتصاد الدائري، وهو أمر ممكن من خلال تقنية power-to-X .

حيث اكتسبت هذه التقنية اهتمامًا متزايدًا بسبب قدرتها على تحويل ثاني أكسيد الكربون إلى وقود محايد كربونيًا ومواد كيميائية وبلاستيكية وتقديم حلولا للحفاظ على الكهرباء المتجددة وتخزينها ، وفي تقنية PtX ، تُستخدم الطاقة المتجددة الفائضة وغير المستغلة للحصول على منتجات قيمة ، مثل الهيدروجين من خلال التحليل الكهربائي للماء.

د.مصطفي الشربيني سفير ميثاق المناخ بالاتحاد الأوربي



Italian Trulli