اصبح تغير المناخ حقيقة واضحة، ومستمرة بوتيرة متزايدة، الأمر الذي دفع اعضاء الأمم المتحدة للتفاوض على مدار 28 عامًا، حول مستقبلنا المشترك خلال مؤتمرات الأطراف غير أننا لاحظنا أن مستوى الحوار بين الحكومة ومنظمات المجتمع المدني غير كافٍ في مختلف البلدان حول العالم عند عقد هذه COPS المؤتمرات ‏ .

ولابد من العمل علي تغييرها ومنح الجميع الفرصة للتعبير عن آرائهم! فقد حان الوقت كي نعمل معا علي إنقاذ كوكبنا من الدمار، ولهذا السبب بدأنا منذ 3 سنوات في تنظيم حوارات مفتوحة عن تغير المناخ في بلدان مختلفة حول العالم.

حيث تضمن المشروع سلسلة من الاجتماعات مع مختلف أصحاب المصلحة بما في ذلك الحكومة وممثلي المنظمات غير الحكومية من أحزاب سياسية وعلماء وشباب واعضاء المجتمع المدني الذين يمكنهم مناقشة الموضوعات المرتبطة بتغير المناخ بشكل أو بآخر وتبادل الأفكار ، فيما بينهم للتوصل إلى بعض المقترحات السياسية المحددة.

وجري الحوار في بلدان ومناطق مختلفة بهدف الوصول لنتائج سياسية واجتماعية، ذات صلة على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، تقوم على المساواة بهدف السماح بمناقشات مفتوحة حقًا لجميع الفئات الاجتماعية دون تسلسل هرمي أو أي قيود أخرى.

ويقود المشروع المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية والحركات الاجتماعية وخاصة حركة المناخ الشبابية، مما اتاح للمبادرة أن تكون شاملة و مدفوعة بحركات وحلول تنطلق من القاعدة وترصد التحديات وتضع الحلول من البيئة المحلية.

مؤسسة الحوارات الدولية المفتوحة

شاركت المؤسسة علي مدي ثلاثة مؤتمرات سابقة COP25 – COP26 – COP27 بصورة اتاحت الفرصة للمشاركين في عرض التحديات المتعلقة بتغير المناخ علي العديد من الجهات المانحة والمهتمة بتنفيذ مشروعات تنموية متعلقة بالتنمية المستدامة والعمل المناخي.

وهي منظمة غير حكومية دولية مسجلة في جمهورية بولندا، ومكرسة لقيم الحوار والتعاون والتنمية المستدامة والديمقراطية والمساواة للجميع، الي جانب تنسيق الحوارات المفتوحة حول تغير المناخ ،كما تنظم المؤسسة العديد من الأنشطة التعليمية وحملات التوعية وتدعم المبادرات الشعبية ، فضلاً عن المشاركة في المناصرة المحلية والوطنية والعالمية لتمثيل أصوات الفئات المهمشة.

الية إجراء حوار وطني مفتوح

عادة ما تتم الحوارات عبر الإنترنت وتستمر المناقشات بضعة أيام للتأكد من أن نتائج المناقشات مدروسة جيدًا، علاوة على ذلك قد يتم تنظيم حوار مفتوح واحد فقط أو تقسيمه إلى عدد قليل من الأحداث الصغيرة كل منها يركز على جانب محدد من سياسة تغير المناخ.

لا تقوم المؤسسة بتحديد موضوعات الحوارات المفتوحة بل تعتمد على الوضع البيئي للدولة المستضيفة للحوارات المفتوحة لتغير المناخ مثلا في بولندا تنتج أكثر من 80٪ من الكهرباء من الوقود الأحفوري للان ومسئولة عن 1.5٪ من إجمالي الإنبعاثات العالمية سنويًا لذلك، ينبغي أن تشمل الحوارات البولندية المفتوحة موضوع استراتيجية إزالة الكربون في بولندا، لذلك سيُطلب منها اقتراح الموضوعات و التحقق منها من حيث صلتها بالمشروع ضمن اجراء هذه الحورات.

منهجية التنفيذ

كل فريق منظم للحوار المفتوح مسؤول عن دعوة مجموعات من أصحاب المصلحة ذات الصلة و إجراء عملية التقديم التي يتم فيها اختيار المشاركين بناءً على خبرتهم ومعرفتهم من أجل رفع جودة المحادثات، مع تحديد وتقديم موضوعات المناقشات للمشاركين مسبقًا حتى يتمكن المتحدثون من الإستعداد جيدًا للحدث، ولابد أن يضمن الفريق المنظم أن جميع الفئات الاجتماعية ممثلة بشكل جيد في الحوار ومنحها فرصًا متكافئة في المشاركة .

فلابد ان يحصل ممثلي كل مجموعة على فرصة للتعبير عن آرائهم، كما يجب أن يبدأ الحوار بمناقشة عامة يتم خلالها تبادل الأفكار والمطالب من مختلف المجموعات، وتشجيع الوسطاء على التركيز فى تطوير مقترحات سياسية محددة وتزويد المشاركين بالوقت الكافي لإعدادها.

تتضمن بعض الأمثلة الجيدة للتعامل مع المناقشات إعداد بعض الأسئلة الإرشادية للمشاركين للإجابة عليها وتحديد الحدود الزمنية لكل متحدث وتشجيع أنماط المناقشة المتنوعة ، اولمجموعات الفرعية ، إلخ.

وسيكون أعضاء الفريق المنظم مسؤولين عن أرشفة عملية المناقشة بأكملها وإعداد تقرير يستخدم كمدخلات في المناقشات الدولية بالإضافة إلى توصيات السياسة الوطنية، كما تقع على عاتق المنظمين مسؤولية تسهيل عملية تمرير أي توصيات سياسية تم إنشاؤها إلى الأشخاص المسؤولين عن مراجعتها وتنفيذها (أي الحكومة والسلطات المحلية وما إلى ذلك.

الحدث الدولي والمشاركة

يمكن تنظيم حدث دولي قبل مؤتمر المناخ COP 28 القادم في نهاية هذا العام 2023 بدولة الإمارات العربية لمناقشة الورقة المقدمة بشأن تغير المناخ من الدول التي نظمت الحوارات المفتوحة علي أرضها.

و من المحتمل أن يُعقد الاجتماع عبر الإنترنت مع السماح لفريق التنسيق بتقديم التقرير العالمي وورقة الموقف من الحوارات المفتوحة، كما سيتضمن التقرير نتائج الإعلان والصعوبات التي حدثت أثناء التنظيم والتقييم،كما نخطط لربط جميع التقارير في إعلان واحد كبير والذي لن يوحد فقط شكل الحوارات المفتوحة المستقبلية بل سيكون أيضًا مظهرًا من مظاهر مطالب الشباب وأفكارهم.

و نأمل أن يكون لمثل هذا الإعلان تأثير دولي قوي على المجتمع ووسائل الإعلام وكذلك على المشاركين في COP28 القادم بدبي‏ كخطوة علي الطريق لعقد العديد من الحوارات في جميع دول العالم لإحداث عمل فارق علي خطي التنمية المستدامة (2030 – 2050 - 2100) .

ولتصبح الحوارات المفتوحة منبرا دوليا يشكل تحالف hضاغطا في قضايا العدالة المناخية ويحد من الهجرات المناخية ، بالمساعدة علي استمرار تبني اليات مواجهة تغير المناخ من حيث التخفيف Mitigation والتكيف Adaptation لأهمية ذلك في إحداث التنمية المستدامة Sustainable Development المنشودة محليا وإقليميا ودوليا خلال العقود القادمة.

د. فوزي العيسوي يونس- استاذ بمركز بحوث الصحراء