أولا لابد ان نعرف ما الذي سيحصل لك اذا عرفت ان الله معك ، و هل يمكن أصلا ان يكون الله معك انت ؟ هذا الامر مهم للغايه

نعم يمكن ان يكون الله معك بمعني ان يحميك من كل شر و ان يجعل الخير يأتي اليك من كل اتجاه

ستقول لي : ما الدليل علي ذلك ؟

أقول لك : قال سبحانه وتعالي ( إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ )(سورة غافر الاية (51) فالاية واضحه بان الله سبحانه ينصر الذين امنوا فليس نصر الله خاص للانبياء فقط فكما هو معرف الله جل جلاله نصر سيدنا إبراهيم وجعل النار بردا وسلاما عليه (قُلْنَا يَانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (سورة الأنبياء الاية 69).

و نصر الله سيدنا النبي صلي الله عليه وسلم حيث قال سبحانه (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا (سورة التوبة الاية40) فلقد راينا نصر الله واضح في القران الكريم في اكثر من آيه ولا يتسع المجال لكتابه كل الآيات هنا.

لكن وصلنا هنا الي سؤال مهم جدا جدا

وهو : ما هو الخير وما هو الشر ؟

فالخير و الشر لا نعلمه بل لا يعلمه احد غير الله فقال سبحانه (لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ (سورة النور الاية 11) فقد ياتينا الخير و نحزن منه لأننا لم نفهم حكمه الله من هذا الامر

ممكن ان ناخذ مثال علي ذلك

مثال شخصي حصل معي

في مرحله التسجيل للدكتوراه أقوم بالتقدم بخطه بحث أتكلم فيها عن بحث جديد لم يكتب فيه من قبل المهم انني لم اوفق اول مره و زميلي تم قبول بحثه فقلت الحمد لله لم يقدر لي فالحمد لله علي كل حال وتقدمت بموضوع اخر و تم قبوله بفضل الله

لكن هذا الرفض في البدايه كان نعمه و فضل من الله جل جلاله ففي مرحله البراءات وهي مرحله يتم التأكد من ان الموضوع لم يكتب فيه من قبل تم رفض زميلي الذي كان قد سبقني و تم قبوله من قبل بعد ما انفق مصاريف ووقت وجهد فقد اكرمني الله بان جعلني لم امر به

فلو تصورنا هذا الموقف من البدايه قد يظن الانسان انه شر لي و خير لزميلي لكنه في الأصل كان خيرا لي و شرا لزميلي فهو انفق مال و جهد كما قلت

طيب نرجع للسؤال الأساسي

كيف أعرف أن الله معي ؟

التعامل مع الله يكون عن طريق ان يكون لك رصيد عند الله قال سبحانه (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (سورة الطلاق الاية 2)، فسيكون لك رصيد عند الله مع كل موقف تتقي الله فيه بمعني انك مع كل موقف لا تفعل حرام لأنك تعرف أن الله يراك فيكون لك به رصيد عند الله فمن خاف الله يخلق الله له مخرج من كل أزمه أو موقف صعب يمر به.

فاعلم دائما أن الله يرانا لا يغفل ولا ينام ولا يترك حق لمظلوم ولابد وأن يعود الحق لصاحبه و لن يستمر فرح الظالم بل لابد وأن ياخد الله الحق منه

فالدروس الالهيه تأتينا دائما من الله فتأتي في موقف أو كلمه ولابد لكل واحد منا أن يتعلم من كل موقف يمر به لأنك لولم تتعلم في الدنيا ستكون يوم القيامه اعمي قال سبحانه (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قال كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126)( سورة طه)

نسال الله أن يرزقنا الهداية الي الحق في كل موقف

واهم درس هو الصبر في كل موقف حتي يعلمنا الله الحكمه من كل موقف أو صدمه نمر بها فعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلّم بِامْرَأَةٍ تَبْكِي عِنْدَ قَبْرٍ فَقَالَ: «اتَّقِي اللَّهَ وَاصْبِرِي» فَقَالَتْ: إِلَيْكَ عَنِّي فَإِنَّكَ لَمْ تُصَبْ بِمُصِيبَتِي، وَلَمْ تَعْرِفْهُ فَقِيلَ لَهَا: إِنَّهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلّم فَأَتَتْ بَابَهُ فَلَمْ تَجِدْ عِنْدَهُ بَوَّابِينَ فَقَالَتْ: لَمْ أَعْرِفْكَ فَقَالَ: «إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى» (صحيح مسلم كتاب الجنائز بَابٌ فِي الصَّبْرِ عَلَى الْمُصِيبَةِ عِنْدَ أَوَّلِ الصَّدْمَةِ.3 233 (14 - (926)

فليس كل موقف سئ دليل علي غضب الله و ليست كل نعمه دليل علي رضا الله عن صاحبها لقوله تعالى ( وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً)سورة الأنبياء الاية 35، وهى ما يدل على أن جميع ما يأتى للإنسان هو إختبار من الله سواء كان إبتلاء أو نعم انعم الله عليه بها.

فالحمد لله علي كل حال.

الاسم : محمد مصطفي ظاهر أحمد

خطيب بالأوقاف المصريه و باحث دكتوراه في الشريعة الإسلامية