تقارير وتحقيقات
كارثة على بُعد نصف ساعة من مكتب وزير البيئة.. في حلوان المنازل تكتسي باللون الرمادي والمزروعات تختفي تحت غبار الأسمنت والبشر يحتضرون
سماح محمودفي قلب العاصمة وعلى بُعد نصف ساعة من وزارة البيئة الموجودة في شارع "مصر – حلوان الزراعي" بالمعادي توجد كارثة بيئية أغمضت الوزارة أعينها وأذنها عنها "صُم" لاتسمع أنين وصرخات عشرات الآلآف ممن فقدوا القدرة على التنفس، "بُكم " لاترد عليهم ولا تعطي لهم حتى الأمل الزائف بإمكانية العيش بشكل طبيعي، أزمة موجودة منذ سنوات ولكن تفجرت الحناجر مؤخرا مطالبين بإنقاذ أنفاسهم الأخيرة، عند زيارتنا لهذه المنطقة وجدنا شيئا فاق الخيال فلاندري إذا كان مصنع الاسمنت بأفرانه ومداخنه داخل المدرسة الابتدائية أم الفصول والطلبة هم الذين يتلقون دروسهم داخل المصنع فما يفصل بينهم سوى سور ارتفاعه بضعة أمتار ، البيوت تكتسي باللون الرمادي ، الأبواب مغلقة والنوافذ لاتدخل النور للداخل ظللنا نبحث عمن نتحدث معه ولانجد فالجميع بالداخل ونخجل من طرق الأبواب حتى استدعينا أحد السكان تليفونيا ليكون دليلا لنا في هذه المنطقة شبه المهجورة هربا من الأتربة ورائحة الدخان .
فاطمة الحلو 45 عاما "ربة منزل" تقول أن هناك كارثة تعيش بيننا اسمها مصانع الأسمنت بحلوان القطامية والسويس حيث أنه ومنذ تشغيل مصانع الاسمنت منذ عدة سنوات الموجود بالمنطقة ظهرت أمراض رئوية خطيرة وحساسية مزمنة وأصبح أهالى المنطقة مقبلين على التعايش بالحساسية بشكل دائم.
وتضيف، حتى الأشجار هى الأخرى تأثرت وبدأت تجف أوراقها وغصونها خصوصاً الشجر المثمرة، ونناشد الجهات المعنية فى الدولة ووزارة البيئة بضرورة التحرك الفوري ونقل المصنع من المنطقة .
واختتمت ، هناك المزيد من الاضرار التى تلاحقنا خاصة عند موافقة مجلس الوزراء على قرار استخدام الفحم بدلا من الغاز إذ حذرت دراسة علمية من مخاطر استخدام الفحم كمصدر للطاقة لمصانع الأسمنت لأنه يتسبب في أمراض السرطان خصوصا الرئتين واللوكيميا وتعطيل جهاز المناعة وتشوه الأجنة ويزيد من حالات الإجهاض.