مقالات
نظره فلسفية للتغيرات المناخيه؟!
دزمصطفي برسيميشهد العالم فى هذه الفتره الزمنيه من عمر الدنيا تغيرات كونيه تتعلق بالمناخ تعيد إلى ذكرياتنا احداث الطوفان و عصر انقراض الديناصورات، حيث حدثت تحولات فى اسلوب الحياه ذاتها ونمط المعيشه فيها، فقد صاحب أحداث الطوفان انتقاء لمن يستحق البقاء فى الحياه، وبالنسبه لانقراض الديناصورات كان هناك استبدال لكائنات لم تعد البيئه مناسبه لبقائها.
من هذه المفاهيم علينا التعامل مع ما يحدث الآن من تغييرات كونيه فى نمط المناخ، بسؤال أنفسنا هل سيجرى علينا سنة الانتقاء و أن الذى سيقاوم أو يخفف أو يتكيف مع تلك التغييرات هو الذى سيبقى ، ام سيجرى علينا سنة الاستبدال و ظهور مخلوقات جديده لها صفات مؤهله للعيش فى ظل تلك الظروف.
متابعة الظواهر الكونيه و ما يجرى فيها تعطينا دروس فى التعامل مع المستجدات سواء الموجودة التى ليس فيها ماده عضويه كالجبال والشمس والقمر والبحار أو التى ترتبط بالمكان أكثر من الزمان و الاحياء ذات الارتباط بالزمان أكثر من المكان، قد ألفنا أماكنها كالشمس تشرف من الشرق و تغرب الي الغرب منذ أن خلقت.
و القمر له منازل و البحار لها مسطحات مائية فى أماكن معلومه، فإذا حدث تغير أو خلل اثر ذلك على أسلوب التواجد بمعنى شروق الشمس و غروبها بصورة تغير نمط الحياهن فنحن الآن نعمل فى النهار ونخلد للراحة والنوم فى الليل فإذا حدث و لم تغرب الشمس اختل هذا النظام المعيشى فى الكون، هذه الموجودات الكونيه منها الفلك و المناخ لكن تواجدهم تابع للموجودات الاصليه من السماء و ما فيها من مجرات ذات مواكب و نجوم و ارض و ما فيها من جبال و مسطحات مائية.
تلك المنظمه الكونيه تسير بقدره الله عز وجل وأي خلل فيها يؤدي الي تغيير فى اسلوب ونمط المعيشه، الذى يتأثر فى حالة اختلالها الكائنات الحيه العضويه و هذا ليس فى اسلوب الحياة فقط ، و إنما فى التكوين الذاتى الخاص بها، لذلك نلاحظ فى تغييرات الموجودات الكونيه تباطىء أو تسارع او زياده فى الحجم او صغرها، أو زيادة نسبتها على حساب اخر و هذا ما يحدث فى التغيرات المناخيه.
فزيادة نسب من غاز ثانى أكسيد الكربون و تركزها فى اماكن معينه، يؤدي الي ارتفاع مستوى المسطحات المائية اى أنها كلها متعلقه بأماكن، اما التغيرات فى الكائنات الحيه فنجد أن استبدال كل من لم تستطع التحمل و ينتهى الأمر ليظهر ما من صفاته تؤهله على التكيف و هذا مرتبط بفترة قدرة التحمل اى عامل الزمن الذي يلعب دورا محوريا فى تلك الأحداث.
ان اسباب التغييرات الكونيه كلمة اراها غير معبره عن مقتضيات الحال فالأصح من وجهة نظرى القول، نتيجه التغيرات المناخيه لأن الأسباب من صنع الله عز وجل و هو خلق كل شئ بقدر، والكون كله يسير بنواميس ثابته الخلل فيها يكون بفعل ممارسات من شأنها التأثير على نظام السنن الكونيه مثل الإفساد فى الأرض الذى له شقين.
تلوث بيئي خاص بالموجودات الكونيه و تنكيس فطره خاص بالكائنات العضويه الحيه، وزياده التلوث البيئي للدرجه التى يستحيل معها استمرار الحياة فهنا يتدخل الخالق الاعظم بحدث كونى لإعادة الأمور الى نصابها، اما تنكيس الفطره نتيجه لإفساد الكائنات الحيه العضويه بصورة لا يستطيع الكائن الحى البقاء فى ظل تلك الظروف هنا يحدث الاستبدال، ولابد من محاربه الافساد الذى هو العدو الأول فى مواجهة التغييرات المناخيه.
ان خلل النواميس الكونيه من التلوث البيئي تؤدى الى زيادة غاز ثانى اكيد الكربون و ارتفاع درجات الحراره بمعدلات غير مسبوقة و اتساع ثقب الاوزون فى الغلاف الجوى الذى يعكس اشعة الشمس الضاره، وزيادة مستوى سطح مياه البحار والمحيطات و ذوبان الجليد كل هذا سوف يكون له انعكاس على أسلوب و نمط المعيشه اى خلق واقع جديد غير مسبوق عن النمط الذى اعتدناه.
غير انني اتوقع نتيجه زيادة تلك النسب نقص فى مفردات تكوين موجودات كونيه أخرى فزيادة مستوى مياه المسطحات المائية يقابلها نقص فى اليابسه و زيادة نسب ثانى أكسيد الكربون يقابله، زياده نسب الأكسجين فى أماكن أخرى اى حرائق لزياده عنصر الاشتعال فى الجو و ذوبان الجليد أراه سوف يوفر حجم يحل محله مكون لموجودات أخرى و ليكن المياه اى أن زيادة مستوى سطح مياه البحار ليس بالضروره ذوبان الجليد فقط و إنما زيادة معدلات الأمطار فى أماكن بها نسبه كبيره من تكثيف بخار المياه.
من المؤكد ان خلل الفطره نتيجه تنكيسها بعدم توافقها مع النواميس الكونيه تؤدي الي حدوث تغييرات فى تكوين الجسد ذاته فيمرض و يضعف مع الزمن و لا يستطيع المقاومه بسبب ما جنته يداه من إفساد جعل حياته مهدده و مدة بقائه في تناقص مستمر.
ان التعامل مع التغييرات المناخيه لابد و أن ينبع من إعادة النظم الكونيه إلى مسارها الطبيعى و الحفاظ على ذلك ومواجهة كل ما يسبب تنكيس الفطره لأنها سببا فى عدم الإيمان باهميه البيئه و عدم التقدير لقيمتها و هذا طبيعى فهو لم يقدر فطرته فهل نتوقع منه اهتمام بأى شئ اخر الاجابه بالقطع لا لأن الفساد طال فطرته و أرى أن العمل على إعادة فطره الناس التى فطرها الله عليها لتكون الشغل الشاغل لأن الفساد سواء ما يخص الكون أو الكائنات هو بفعل الفطره الخبيثة.
وكل برامج التكيف مع الظواهر الطبيعيه أو تخفيف حده خطر التغيرات المناخيه، ما هى إلا مسكنات لجعل البيئه قادرة علي تحملها أما مواجهه الفساد الذى يسبب خلل فى نواميس المنظومه الكونيه، والذي يجب أن يكون الشغل الشاغل بمعنى على سبيل المثال الاولى من انتاج زراعات تتحمل درجات حراره عاليه كي تواجه كل ما يسببه زيادة نسب ثانى أكسيد الكربون فى الجو.
اى أن مواجهة الفساد اولى من التكيف، و الأمر الأهم هو مواجهة تنكيس الفطره التى تجعلها لا تهتم بأهميه البيئه و هذا عن طريق زيادة الوعى و الا البديل كما أخبرتنا احداث الحياه، حدوث حدث كونى كبير ينتج عنه اعادة عمل النواميس الكونيه كما خلقت او استبدال المخلوقات بأخري تحترم الحياه و ما فيها و تقدرها.
د.مصطفى سعيد برسيم
استاذ الجيوفيزياء التطبيقيه
ورئيس قسم الاستكشاف الجيوفيزيائى
بمركز بحوث الصحراء