قضية التعليم.. في حياة البشر

جريدة البوابة المصرية
جريدة البوابة المصرية
وزير الري: يوجه بالإستفادة من املاك الوزارة يتماشى مع التوجهات العامة للدولة جهاز تنمية المشروعات يطلق النسخة السادسة من معرض "تراثنا" للحرف اليدوية والتراثية 12 ديسمبر المقبل وزيرة التنمية المحلية تشارك في فعاليات إنطلاق النسخة الخامسة من الأسبوع العربي للتنمية المستدامة بجامعة الدول العربية تعرف من عارف علي اسعار الفاكهة جملة اليوم الأحد 24 نوفمبر 2024 تعرف من عارف علي اسعار الاسماك اليوم الأحد 24 نوفمبر 2024 جامعة أسوان تنظم يوم رياضي ضمن مبادرة 100 يوم رياضة وإقامة المباراة النهائية لبطولة دوري الأنشطة الطلابية تعرف من عارف علي مواعيد مبارايات اليوم الأحد 24 نوفمبر 2024 ساعات ويختتم العالم قمة المناخ COP29 بباكو عاصمة أذربيجان تعرف من عارف علي اسعار الخضار اليوم الأحد 24 نوفمبر 2024 تعرف من عارف علي اسعار الذهب اليوم الأحد 24 نوفمبر 2024 محافظ الإسكندرية: رفع درجة الاستعدادات للتعامل مع توقعات الهيئة العامة للأرصادالجوية تعرف من علي اسعار الحديد والاسمنت اليوم الأحد 24 نوفمبر 2024

مقالات

قضية التعليم.. في حياة البشر

د.مصطفي برسيم
د.مصطفي برسيم

اذا نظرنا إلى تلك القضيه بعمق نجد أنها متلازمه للحياه، و لاغنى عنها فهي ليست من مقومات الحياه فقط و إنما ركيزة اساسيه تقوم عليها الحياه.، التفكير فى الفرق بين الموت و الحياه نجده فى أن السكون هو وصف الموت حيث لا شيء و لا دوافع و لا هدف، أما الحركه فهى وصف الحياه فإذا كان هناك دافع للحركه و استجبت له فهذا يعنى انك حى.

بعد هذا التمهيد لابد أن نفهم بأن الاهتمام بالتعليم يعنى استمرار الحياه و التفاعل فيها حيث لا حركه الا بمعرفة الى اين تتحرك ولماذا، عندما نعود إلى قصة الخلق الاولى و احداثها نجد البدايه إرادة الله عز وجل فى خلق كائن يعبده اختيارا ليس جبرا فكل المخلوقات و الموجودات و الملائكه تعبد الله عز وجل بالليل و النهار و هم لا يسأمون أن يسبحون بحمده كطبيعه خلق جبلوا عليها.

أما الإنسان فهو الكائن الذى رضى بتحمل الامانه التى أشفقت منها السموات و الأرض و الجبال، فلكى يكون هناك اختيار حر فلابد من وجود الأضداد فإذا كان هناك خير فلابد من الشر و اذا كان هناك رضا فهناك تمرد و هذا حدث فى تمرد ابليس بعدم السجود لآدم عليه السلام، و نفذت الملائكة الأمر امتثالا لما أمر به الله عز وجل بل وصل التمرد إلى درجة التحدى فى أنه طلب ان ينظره الله الى يوم البعث حتي يغوى ادم و ذريته و يجعلهم يسيرون فى طرق الشر و يبتعدون عن طريق الخير و من هناك ظهرت اثار الأضداد.

الوسيله للاختيار الحر و التفرقه بين الأضداد من الصواب و الخطأ، هو وجود العقل كمكون أساسي من تكوين الإنسان الذى خلقه الله فى احسن تقويم، والعقل يحتاج إلى بيانات لكى يقوم بوظيفته و التى تعد اكسير حياته كما أن الطعام اكسير حياه المعده و هو أساس القيام بوظيفتها وهكذا.فإن العقل يحتاج إلى بيانات لكى يعقلها و يستخلص منها المعلومات التى تتحول الى علم يفيده فى اسلوب حياته و يكتسب منها الخبره و بالتالى يتملك مهاره تعينه على توفير احتياجاته ليعيش و تستمر حياته.

تلك الخبره التى بنيت من المعلومات النظريه و التطبيق العملى الذي يمكن أن نطلق عليها علم يستقر فى الفؤاد على صورة حكمه و مع استمرار التعلم تتراكم الحكمه، فالعلم هو الذى يجعل حركة الإنسان مفيده و تراكمه هو الذى يحقق له غايةخلقه من إقامة الخلافه فى الارض، و اكتساب الخبره عن طريق تطبيق ما تعمله فهذا ما يولد لديه مهاره تجعله يتكسب و يوفر ضروريات معيشته فى الحياه علي ان يتم تنفيذ كل ذلك بنيه عبادة الله عز وجل لشكره على نعمه الكثيره.

حتي يحقق غايه "وما خلقت الجن و الانس الا ليعبدون"صدق الله العظيم، و نلاحظ مما سبق ذكره أن التعليم عامل مشترك فى غايات وجود الإنسان على كوكب الأرض فهو يحتاج العلم ليقيم الخلافه و ليكتسب مهاره و ليعبد الله عز وجل و لنعتبر أن تلك الغايات دوائر متداخله الاولى الخلافه و التى فيها أن يخلف انسان على ما تركه غيره ليكمل و عليه و ليراكمه حتى لا نبدا من الصفر فى كل مره.

و هكذا اظن و الثانيه المهاره التى تستخدم فى عمران الأرض و هى تشمل الخلافه فى طياتها و الدائره الأكبر التى تشمل الكل، ولا يجب أن ننسى الاشاره الى قول الله عز وجل فى سياق سرد احداث تلك القصه "وعلم ادم الاسماء كلها" اى أن هناك عمليه اولى فى التلقين ببيانات لعقل لسيدنا ادم عليه السلام ليجرى عليها عمليات عقليه يستنبط منها المعلومات ليستفيد منها فى حياته.

خلصنا إلى أن العلم مهم للحياه التى تعتمد فى الأساس على الحركه و لكى تكون مفيده و نافعه فى غايات مهام خلق الانسان لابد من العلم، و الحرمان من العلم يقضى على الحياه و استخدام العلم فى الحركه الضاره يسبب فساد فى المنظومه الكونيه و خلل فى فطرة خلق الإنسان و لن يكون هناك تناغم و إنما هناك شر سيعمل على وقف الحركه و العوده الى السكون.

مجالات العلم اذا نظرنا إليها من تلك الزاويه المطروحه نجد أن العلم لابد و أن يفيد فى التعرف على موجودات الكون و ذلك لمعرفه مهمة وجودها و أمر التسخير فيها ليستفيد منها الكائن ذو العقل الذى له مهمه عمران الأرض تحت مظله العباده، كذلك على المتعلم أن يهتم بالتعرف على قدرات الإنسان ذاته ليكتشف هواياته التى ستتحول إلى مهاره بعد ذلك.

و كلا الأمرين هما مناط قول الله عز وجل "سنريهم آياتنا فى الآفاق و فى أنفسهم" اى التعرف على الموجودات و ايضا التفاصيل حول خلق الانسان و معرفة قدراته، فالتجهيل يجعل الإنسان ذلك الكائن الذى كرم بالعقل يتيه فى المجهول، وهذين المسارين هما اللذان يتفرع منهما كل العلوم الحديثة، كيفيه العيش بأسلوب يتناغم مع منظومه الكون و متطلبات الفطره هناك علم شرعى نزل به الوحى على الرسل ليريهم كيفيه العباده و هذا يجعلنا نصنف العلم بأنه عقلى عن طريق المشاهدات و الحصول على البيانات من خلال الحواس أو الادوات و استنباط المعلومات و هناك علم تجريبى يتم فيه دمج أو فصل مكونات من الموجودات و تسجيل المشاهدات و النتائج و هناك علم غيبى لما هو فوق قدرات العقل لكنه لازم لتوفير الطمأنينة اثناء الحركه.

تلك نظره فكريه فلسفيه عن قضية التعليم لبيان مدى الاهميه و التى منها يمكن معرفة فروع العلم و ضروره توفير البيئة والادوات للحصول على البيانات و ايضا الغايات من قضية العلم ذاتها

ا. د. مصطفى سعيد برسيم

رئيس قسم الاستكشاف الجيوفيزيائى مركز بحوث الصحراء



Italian Trulli