يزخر القرنين التاسع عشر و العشرون بنساء ساهمن في صنع النهضة المصرية، وأثبتن وجودهن فى مهن كانت قاصرة علي الرجال في العصور التي نشأن وتربين خلالها، فكانوا بحق نساء يفخر بهن التاريخ المصرى فقد رفعن اسم مصر عاليا

بل ان منهن من غيرن تاريخ هذا البلد بحكم تأثيرهن في مختلف جوانب من الحياة السياسية والإجتماعية بكل صورها رغم تهميشها لهم، ولكن كان من المستحيل حصر كل امرأة عظيمه أثرت في حياه مصر والمصريين، ومع نتذكر منهن مساعدتهن فى صناعه تاريخ مصر وحاضرها، وكيف كان كفاحهن نبراسا يضئ الطريق أمامنا ونحن نضع مستقبل هذه البلد.

ولدت نبوية موسي عام 1886 بقريه مجول بمحافظة القليوبية ،من اب مصري كان يعمل ضابطا بالجيش المصري ،ولكنه توفي بالسودان أثناء عمله ضمن صفوف القوات المصرية هناك قبل ميلادها بشهرين فنشأت يتيمة الأب، وعملت معلمة وداعية الصالح والدفاع عن حقوق.

المرأة .. وإنجازاتها الفكرية

شغفت نبوية موسي بالتعليم لذا التحقت بقسم المعلمات عام 1906 وعينت معلمة بمدرسة، عباس الإبتدائية للبنات بالقاهرة ولما وجدت أن زملائها من الرجال ممن حصلوا على درجة البكالوريا يحصلون علي راتب أعلي منها قررت أن تحصل عليها، لتكون أول فتاة مصرية تحصل على هذه الشهادة عام 1907.

كتبت عدة مقالات صحفية تناولت موضوعات تعليمية واجتماعية وأدبية، ركزت خلالها علي قضايا التعليم وتربية الفتاة وتثقيفها، بعدما تولت منصب أول ناظرة مصرية لمدرسة المحمدية الإبتدائية للبنات بالفيوم، فبذلت مجهودا كبيرا لنشر التعليم بين الفتيات مستخدمة أسلوبا أخلاقيا صارما، ومنضبطا لتربية الطالبات كنوع من تشجيع الأسر علي ارسال بناتهن للتعلم، دون خوف عليهن بسبب التقاليد الإجتماعية الصارمة السائدة وقتذاك.

أنشآت مطبعه ومجلة اسبوعية نسائية باسم الفتاة لنشر أسس تربيه الفتاة، وتثقيفها بما يتماشي مع العادات والتقاليد المصرية، وشاركت في العديد من المؤتمرات التربوية والنسائية دفاعا عن حقوق المرأة، ودورها في صنع القرار السياسي،ومن أهم مؤلفاتها "المرأة والعمل" ، "المطالعة العربية لمدارس البنات"، و ديوان "نوب حتب".

وتوفيت عام 1951 بعد حياه حافلة بالعطاء العلمي الذي أبرز مكانة المرأة، وحقها في مجال التعليم ،وحرية الرأي، والمشاركة السياسية بما يكفله لها الدستور

د.فايزة ملوك

رئيس قسم التاريخ بكلية آداب جامعة دمنهور