مقالات
الإنسان ..وأزمة تغير المناخ؟!
د.فوزي يونساصبحت التغيرا المناخية واقعا نعيش تداعياته كل يوم، من هنا وجب علي العلماء توعية المواطنين بضرورة تغيير سلوكياتهم تجاه المنظومة الحياتية اليومية، لتصبح هذه السلوكيات منهج حياة لكل الناس للحد من ارتفاع درجات الحرارة علي سطح الأرض ومن ذلك.
تشجيع الأصدقاء والعائلات والزملاء في العمل علي، خفض البصمة الكربونية. والمشاركة الايجابية في المنتديات البيئية والحوارات المفتوحة "كالحوارات المفتوحة لتغير المناخ" بمصر وعديد من دول العالم وغيرها من المبادرات التي تساعد في بناء القدرات حول العمل المناخي والإستدامة البيئية.
والاستمروا في المطالبة بخفض الإنبعاثات الضارة والضغط على مصدري الانبعاثات محليا واقليميا ودوليا لدعم الجهود المبذولة لخفض الانبعاثات وخفض البصمة الكربونية، والعمل علي تحويل وسائل النقل المسؤول عن 25% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الأمر الذي دفع العديد من الحكومات في جميع أنحاء العالم الي تنفيذ سياسات لإزالة الكربون من وسائل النقل والتول لمصادر طاقة جديدة ومتجددة كالهيدروجين الأخضر.
والسيطرة على استخدام الطاقة باستبدال مزود الطاقة إلى مزود خال من الكربون أو يعمل بالطاقة الجديدة والمتجددة، بتركيب الألواح الشمسية على أسطح منازلكم، وخفض التدفئة بدرجة أو درجتين إن أمكن، بايقاف تشغيل الأجهزة والأضواء في حال عدم استخدامها ومن الأفضل شراء المنتجات الأكثر كفاءة في استخدام مصادر الطاقة في المقام الأول.
ولابد من تعديل النظام الغذائي بتناول المزيد من الوجبات النباتية لتحسين صحتكم وحتي يشكركم كوكب الأرض. فاليوم نستخدام حوالي 60 في المائة من الأراضي الزراعية في العالم لرعي الماشية ويستهلك الناس في العديد من البلدان أغذية من مصادر حيوانية أكثر مما هو صحي.
والاهتمام بالتسوق محليا بشراء منتجات مستدامة لتقليل البصمة الكربونية في طعامكم قوموا بشراء الأطعمة المحلية والموسمية، كي تساعدوا الشركات الصغيرة والمزارع في منطقتكم بصورة تسهم في تقليل انبعاثات الوقود الأحفوري المرتبطة بالنقل (سلاسل الإمداد) وتخزين المنتجات الغذائية بطرق التجميد و التبريد.
والأهم هو عدم اهدار الطعام حيث تير مؤشر نفايات الأغذية للأمم المتحدة لعام ان العالم يهدر حوالي مليار طن من الطعام سنويا وهو ما يمثل حوالي 8-10 في المائة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية..كما ادعو كل مواطن الي الاهتمام بزراعةالأشجارففي كل عام يتم تدمير ما يقرب من 12 مليون هكتار من الغابات. وتعد إزالة الغابات، والاستخدامات الخاطئة للأراضي، مسؤولة هي الأخري عما يقرب من 25 % من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية.
ويمكننا جميعا أن نلعب دورا في عكس هذا الاتجاه من خلال زراعة الأشجار، إما بشكل فردي أو كجزء من مجموعة. على سبيل المثال تسمح مبادرات مثل مبادرة "ازرع شجرة" المحلية ومبادرة "ازرعوا من أجل كوكب الأرض" العالمية للناس برعاية غرس الأشجار في جميع أنحاء العالم.
وفي النهاية اعتقد ان قد حان الوقت كي نركز الاقتصاد الأخضر او الاقتصاد منخض الكربون وذلك بتحفيز المواطنين علي تغيير طريقة باختيار المؤسسات المالية التي لا تستثمر في الصناعات الملوثة للكربون. لتكون إشارة واضحة إلى سوق العمل، وهناك العديد من المؤسسات المالية التي تقدم بالفعل المزيد من الاستثمارات الأخلاقية بصورة تسمح للجميع باستخدام أموالهم في دعم القضايا التي تؤمنون بها وتجنب ويلات الارتفاع الجنوني في درجات الحرارة صيفا والانخفاض الي حد الصقيع شتاء.
د.فوزي يونس
استاذ فسيولوجيا الاقلمة بمركز بحوث الصحراء