مقالات
فلسطين عربية.. ولابد من عودة الحق لأصحابه
محمد عبد المنصف
استيقظ العالم يوم السبت 7 اكتوبر 2023 علي مفاجئة مدوية لم تتوقعها اغلب اجهزة المخابرات واكثرها دقة حول العالم، فقد هاجمت كتائب عز الدين القسام ولأول مرة المستعمرات الاسرائيلية المحيطة بالقطاع، استثمارا لانشغال اغلب السكان بالاحتفال بعيد " الكيبور"، وهو التحول الاستراتيجي في المقاومة الفسلطينية من الدفاع الي الهجوم .
فلأول مرة يذوق الصهاينة مرارة القتل والتنكيل اللذان طالما اذاقوها لأبناء الشعب الفلسطيني الأعزل من السلاح، فضلا عن تكرارهم لعمليات اقتحام المستوطنين لباحات المسجد الأقصي أولي القلبتين وثالث الحرمين، من وقت لآخر تحت حماية الجيش الاسرائيلي الذي لم يراعي يوما الحق الفلسطيني في ان ينال يعيش حياة كريمة.
يضاف الي ذلك عمليات الاعتداءات المستمرة علي قطاع غزه وتدمير بنيته التحتية دون رحمة، حتي اصبح مشهد اعتداءهم علي الفلسطينيين مشهدا مألوفا، يراه العالم كل يوم فلا يحرك ساكنا، ولم يخطئ الفيلسوف الامريكي هنري كسينجر وزير خارجيتها الاسبق حين قال الاحتلال لا يعيد ارض لاصحابها بل علي اصحابها اراقة الدماء اولا كي يصبح لهم الحق في المطالبة بحقوقهم المهدرة.
فالأمم المتحدة ليست محكمة عدل تفصل في النزاعات بين الشعوب المقهورة والجيوش المعتدي عليها، بل هي مؤسسة اسستها الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية، بزعامة " الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا ومعهم روسيا"، لفرض سيطرتهم علي العالم ومنع اندلاع حرب عالمية ثالثة.
وبكل اسف يتذكر العالم ضحايا الهجوم الفلسطيني المفاجي علي نحو 20 مستعمرة اسرائيلية، و11 موقعا عسكريا، مخلفا وراءه اكثر من 1300 قتيل، وجرح 3300 مستوطن، قابله مجزره اسرائيلية ادت الي مقتل 900 فلسطيني، و4500 جريح، يضاف الي ذلك قطع الكهرباء من القطاع ومحاصرته من كل جانب، بصورة ادت .
الي نزوح 123 الف فلسطيني يعيشون في العراء دون ماوي، ان الدماء العربية ليست ارخص من الدم الاسرائيلي الذي يلقي تنديدا من كل دول العالم، دون ان نري اصواتا تطالب بعودة الفلسطينيين الي ارضهم التي احتلتها اسرائيل عام 67 ورفضت اعادتهم اليها مرة اخري، بل واقامت علي ارضهم مستعمرات استنزفت اغلب الأراضي بين الضفة الغربية وقطاع غزة.
لقد نسي العالم ان الانسداد السياسي وعدم جدية زعماء الدول الكبري في الوفاء بتعهداتهم باقامة دولة فلسطين علي حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية، كان السبب الرئيسي وراء ذلك الانفجار الذي لا ندرك ما الذي سيعقبه من تبعات علي امن واستقرار المنطقة الملتهبة اصلا..فقط اعيدوا الحقوق لاصحابها ان اردتم سلاما حقيقيا في الشرق الأوسط.