مقالات
طوفان الأقصي ..بداية النهاية..الجزء الثاني
د.عبد العظيم احمد عبد العظيمإن ما يحدث في غزة الآن ومنذ انطلاق عملية طوفان االأقصي في السابع من أكتوبر 2023 سبقته سلسلة من المذابح والتدمير والإبادة الجماعية من اليهود للفلسطينيين بدأت منذ عام 1936م، ولذلك فإن الاعتماد على أي قوى غربية في حل القضية هو ضرب من السذاجة والسخف السياسي، فدولة بريطانيا الاستعمارية هى صاحبة "وعد بلفور 1917"، وأمريكا وريثة بريطانيا تسير على ذات النهج الاستعماري، وهما اللذان زرعا تلك الدولة الصهيونية لتحقيق مصالحهم في منطقة الشرق الأوسط. وبقية الدول الغربية التي تربطها مصالح بأمريكا يستحيل أن يخالفوا سياستها.
وذلك فإن الانتصار على العدو الصهيوني لن يتم إلا بإحدى وسيلتين لا ثالث لهما:
الأولى وجود بجيش منظم وقوي تكون خطته محو تل أبيب من على الخريطة، وليس أقل من ذلك، فقد كانت حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 عظيمة، ولكن الخطة فيها كانت "الوصول للمضايق" وليس إلى تل أبيب، مع الوضع في الحسبان أن وضع خطة للوصول إلى تل أبيب يعني المواجهة العسكرية المباشرة مع الولايات المتحدة سيدة العالم الأولى ليس في قوة الجيوش فحسب.
بل في ضرب المدنيين، ابتداءا من ضربهم في اليابان بقنبلتي هيروشيما وناجازاكي، مرورا بقتل المدنيين داخل أسوار برلين وفي محارق أحراش فيتنام، وافغانستان وصولا لأسواق العراق، فعدوك الأمريكي وجنديه الصهيوني لا يعرفان المروءة ولا الرجولة ولا الشرف العسكري، ولا يتورعون عن ضرب المستشفيات ولا المدارس ولا الملاجئ، فلو كانت الحرب تحمل طابع الشرف لانتصر العرب في أي حرب من أول جولة، ولكن خشيتك على شعبك من الخيانة والغدر والخسة التي يتميز بها عدوك تجعلك تفكر مليا قبل اتخاذ القرار.
أما الوسيلة الثانية وأظنها هى الأوقع: وهى تكوين ميليشيات مسلحة وجماعات فدائية ذات تركيبة عنقودية، نظرا لأن هذه الميليشيات تعجز الجيوش النظامية عن تتبعها أو تخمين خططها أو توقع هجماتها، مثلما فعلت فيتنام مع الولايات المتحدة الأمريكية، وفي أفغانستان ضد الاتحاد السوفيتي ثم امريكا
وما حدث في مصر من عمليات فدائية ضد الاحتلال الإنجليزي، عام 1951 وفي فترة حرب الاستنزاف "1967-1973م" ضد العدو الصهيوني، وما قامت به عدة مرات ميليشيات حزب الله اللبناني، وما حدث من ميليشيات حماس في أكتوبر 2023. ويتمثل هذا العمل الفدائي في "العمليات الاستشهادية" ، ودعك ممن يدعي خلافا فقهيا "هل هى استشهادية أم انتحارية" فليست النائحة الثكلى كالمستأجرة!!.
إن ما يحدث في غزة الآن في أكتوبر 2023 هو بداية النهاية للكيان الصهيوني، فدولة الظلم ساعة، ودولة الحق إلى قيام الساعة ، قال تعالى: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ. (البقرة-214)
للحديث بقية
الدكتور - عبد العظيم أحمد عبد العظيم
أستاذ جغرافية الأديان- قسم الجغرافيا كلية الآداب - جامعة دمنهور- مصر