شئون عربية
مسار القضية الفلسطينية في ظل المستجدات الإقليمية والدولية بالأعلى للثقافة
خالد الشربيني
"في إطار سلسلة الفعاليات التي تنظمها وزارة الثقافة احتفاءً باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني"الفكرة لا تموت وإن قتلت كل الشعوب .
تحت رعاية الأستاذة الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، وبإشراف الدكتور هشام عزمي، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة؛ عقدت لجنة الاقتصاد والعلوم السياسية ومقررها الدكتور محمد مرسي مائدة مستديرة بعنوان "مسار القضية الفلسطينية في ظل المستجدات الإقليمية والدولية"، وذلك بقاعة المجلس.
وجدير بالذكر أن انعقاد تلك المائدة يأتي ضمن الفعاليات التي تنظمها وزارة الثقافة المصرية إحياءً لليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
أدار المائدة: الدكتور محمد أحمد مرسي، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، وشارك فيها: اللواء الدكتور محمد الغباري، مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق، والأستاذ الدكتور عثمان أحمد عثمان أستاذ الاقتصاد بالمعهد العالي للدراسات الإسلامية، والدكتورة حنان أبو سكين، أستاذ العلوم السياسية المساعد بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، والدكتورة هبه جمال الدين، أستاذ العلوم السياسية والدراسات المستقبلية.
ذكر الدكتور محمد أحمد مرسي أن تلك المائدة تأتي لتلقي الضوء على الأبعاد الاقتصادية للصراع الدائر بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وقال الدكتور محمد الغباري إننا فقراء فيما يخص العلم والاطلاع على التاريخ اليهودي، مناديًا بقراءة الأسفار الخمسة لسيدنا موسى، التي وردت بالتوراة، ومعلنًا أن اليهود كل خططهم مكتوبة في التوراة، ولكننا لا نقرؤه، فما يتم الآن ما هو إلا تنفيذ لخطط اليهود المذكورة في التوراة.
وذكر الغباري أنه في حين أن العرب يرون أن الإسرائيليين يحتلون الأرض العربية، يرى الإسرائيليون أنفسهم أنهم يستردون أرضهم
فعلى الخريطة اليهودية نرى أن أراضيهم تمتد، بتعبير قد يراه البعض خياليًّا، من النيل إلى الفرات! مؤكدًا أنهم يرون أن بداية المملكة اليهودية تبدأ من العريش!
منوهًا أن العلاقة بين إسرائيل وإيران لا تنفصم عراها، وأن مصالح البلدين قائمة في ظل كل الظروف.
وقالت الدكتور حنان أبو سكين إنه ليست هناك رؤية محددة ولا قاطعة لما تفكر به إسرائيل، وعلينا ألا نشعر بالتشتت مهما كان رد فعل الجانب الإسرائيلي، ومهما حدث فينبغي ألا نشعر بالتشتت، متسائلة عن موقف مصر مما يحدث، فالخطر المهدد لمصر جعل الشعب يلتف حول قيادته للحفاظ على كافة أراضيه.
ورفعت أبو سكين شعار "الفكرة لا تموت"، فمهما تعددت الأفعال الوحشية من الجانب الإسرائيلي فإنهم لن يستطيعوا إبادة الشعب الفلسطيني لأن فكرة المقاومة باقية، كما أقرت أن الإخلال بالتوازن بين السلطات يكشف الوجه الآخر للدولة التي تدعي الديمقراطية، فأحداث 7 أكتوبر وما تلاها كسرت هيبة الجيش الإسرائيلي في عيون العالم، ذلك الجيش الذي كان يروج نتنياهو لفكرة أنه جيش لا يقهر، مؤكدة ارتفاع تكلفة الحرب لكلا الجانبين، فهناك تكلفة اقتصادية باهظة لتلك الحرب، كما أن هناك تداعيات اجتماعية على رأسها توتر الحياة وتوقف معظم النشاطات اليومية، بما فيها التعليم.
وأشارت إلى أن هناك انقسام واضح في التصريحات الأمريكية بعد أن كانت أمريكا حكومة وشعبًا داعمة لإسرائيل وللهجمات التي تشنها على غزة.
وأكدت أبو سكين ضرورة الاستثمار في الجزء الإنساني للقضية واستمرار مصر في الدعم، وكذلك الحملات الدبلوماسية والتركيز على أن الحرب لن تنتهي آثارها، فإذا فشلت إسرائيل في القضاء على حماس سيظل السؤال مطروحًا: وماذا بعد! وإذا نجحت في قتل مزيد من الأرواح فإنها لن تستطيع إبادة الأفكار.
وقال الدكتور عثمان أحمد عثمان إن الصراع بين إسرائيل وغزة قد ترك العالم في أزمة اقتصادية قد تؤدي إلى زيادة معدلات التضخم، مشيرًا إلى آثار الأزمة على كلا الجانبين، وأيضًا على الجانب الإقليمي، مؤكدًا أن تدمير غزة تلك المرة غير مسبوق، وتحتاج غزة على كل المستويات إلى مليارات الدولارات لتعود فقط مثلما كانت قبل القصف، وأضاف أن الخسائر بالنسبة للجانب الإسرائيلي مزدوجة لأنهم كانوا يحصلون على احتياجاتهم من الخضراوات من قطاع غزة.
وأوضح عثمان أن مقاطعة إسرائيل لم تعد مقصورة على العرب والمسلمين، بل طالت الكثيرين في الغرب احتجاجًا على النهج التدميري الذي تتبعه إسرائيل ضد الفلسطينيين.
وتحدثت الدكتورة هبة جمال الدين حول استشراف السيناريوهات المطروحة لما بعد الحرب، لا سيما بخصوص ترسيم حدود إسرائيل، ملقية الضوء على اتفاقات أبراهام، ومشيرة إلى تعريف الديانة الإبراهيمية التي تقوم على المشترك بين الأديان الإبراهيمية وتنحية المختلف منها.