مقالات
سيبرانيه العصر والسوشيال ميديا
د.رضا فوليشهدت السنوات الأخيرة سيطرة كبيرة لمواقع التواصل الاجتماعي وزيادة أعداد مستخدميها بشكل ملفت للنظر،مما جعلها أشبه بوسيلة إعلامية جديدة متكاملة نوعًا ما فبعض منا استخدمها كوسيلة إعلانية وتسويقية والبعض استغلها في نشر الأخبار، مما جعلها مصدرا للأخبار الكاذبة في بعض الأحيان.
فمع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي وزيادة مستخدميها ظهر لنا ما يعرف بنموذج الاعلام التفاعلي والذي ييعتمد بشكل كبير على المخاطبة الرقمية المزدوجه،و بالتالي يسهل انتشار الأخبار الكاذبة والمعلومات المغلوطة، عن طريق مجموعات اجتماعية يتواجدون ويتفاعلون في البيئة الافتراضية ، مما ساهم في بروزالتضليل الاعلامي .
ومفهوم التضليل الاعلامي، مفهوم قديم ويعد أول مضلل عرفته البشرية، حيث ظهر هذا المصطلح في روسيا عام 1949 نتيجة لسياسات ستالين في التحكم في المعلومات،كما ظهر في فرنسا عام 1974 مما يشير للنية المبيته لتغليظ الرأي العام وإبقائه على جهل تام؛ كما أشار الباحث الفرنسي فرنسوا جيريه إلى شيوع استخدام هذا المفهوم كثيرًا.
من خلال وسائل الإعلام الرقمية حيث يعتمد التضليل الاعلامي على مشروع منظم ومخطط بهدف التأثير على أفراد المجتمع وخلق الشكوك والاضطرابات بين أفراد المجتمع ويبدأ ذلك ببث بعض الأفكار عن طرق مواقع التواصل الاجتماعي ثم تبدأ بالإنتشار مع زيادة أعداد المستخدمين بما يشبه كرة الثلج معتمدين في ذلك على ركيزتين أساسيتن هما .
- الدعاية السوداء:وذلك عن طريق استخدام وسائل الاعلام بقصد التأثير في عقول افراد المجتمع وعواطفهم
- الشائعات:بالترويج للأخبار مغلوطه أومختلقه حتي تعم المبالغه أو التهويل أو التشويش في سرد الأخبار وذلك بغرض التأثيرالنفسي في الرأي العام المحلي أو الاقليمي أو الدولي
ويعتبر التداول والنشر العنصران الأساسيان لدعم مواقع التواصل الاجتماعي في عملية التضليل الاعلامي، متخذا في ذلك أشكالا كثيرة يمكن إيجازها على النحو التالي :
- التلاعب بالمعلومات:ويقوم على اجراء أوادخال تحويرات وتغييرات على الأخبار والمعلومات عن طريق التلاعب بمحتوى الأخبار والنصوص وتزوير المعاني والمقاصد.
- التلاعب بالصور: يقوم على خداع الحواس والبصر وتقديم الصورة كدليل على صدقية الخبر المنشور.
- التضليل باستخدام استطلاعات الرأي: وذلك عن طريق المخادعه للاستطلاعات والاحصائيات وذلك كي يتم التلاعب بطريقة عرضها وتفسيرها سواء بالكلمات او بالرسوم البيانيه.
ويتم ذلك عن طريق التحريف أو التعتيم أو الحذف فتعمد وسائل الاعلام إلى إخفاء المعلومات الصحيحة وأحيانًا تقوم بصياغة الأخبار بطريقة المبني للمجهول لذلك، اصبح من الضروري اصدار مدونة سلوك خاصة بمواقع التواصل الاجتماعي للحماية من المحتوى الضار كما يجب على جميع الجهات المسؤولة الاهتمام بتفعيل وتحديث صفحاتها الرسمية فالشائعه والخبر الكاذب تقتل باعلان الحقيقه عبر أصحابها.
دكتوره /رضا فولي عثمان
مدرس اعلام بأكاديمية الجزيره للاعلام وعلوم الاتصال