مقالات
نهي الرميسي: تكتب ..هل كتابات الفيس بوك تعد أدباً..
نهي الرميسيسيظل الإنسان يعبر عن تفاعله مع واقع حركة الحياة، من خلال معايشته للتحولات في نظرته لها ، بالشكل الذي يؤثر في وجدانه، ويشعل قريحته، ويُفعِّل مخيلته، ولذلك فهو يعبر عن هذا التفاعل من خلال إبداعاته الأدبية بصور شتى من التعبير ، شعرا، أو نثرا أو غير ذلك ، بما يستجد له من فنون التعبير .
ومن هنا نشأ لون جديد من ألوان الكتابة على وسائل التواصل،لا ينصاع إلا لأديب حقيقي لينتج أدبا نعترف به كما مفهومنا عن الأدب، ولذلك فإن الغث في هذا اللون من الكتابة أضعاف السمين، حيث مَرَدُه إلى المجاملات الفارغة والمبالغات التى يرسلها المعلقون بلا أدنى تحفظات، وهذا ما أغرى البعض لطبع ذلك الغثاء على اعتبار أنه منتج أدبى.
متجاهلين أن لكل مقام مقال ،وأن مايصلح للتدوين فى كتاب يختلف عن ذلك الذى ينشر على وسائل التواصل ، يقبل هنا لايقبل هناك والعكس صحيح، ولذلك فإن أدرك الكاتب تلك المفاهيم، وطوع مايكتب حسب وسيلة النشر؛ فقد ينجح إن كان يملك أدوات الكتابة من لغة وبلاغة وأسلوب وأفكار وغيرها.
وإن كانت جامعة دلهي الهندية قررت إضافة مادة "كتابة منشورات فيسبوك" إلى مقرراتها الإنجليزية ،وهى ليست الأولى التي تقوم بتدريس فيسبوك من منظور أكاديمي، فجامعة Salford البريطانية بدأت برنامجاً لدرجة ماجستير في وسائط التواصل الاجتماعي منذ عام ألفين وتسعة، بهدف تكوين جيل من المفكرين وخبراء العلاقات العامة، فلايخفى علينا الفارق الهائل بين الأديب وخبير العلاقات العامة.
ولذلك فعلينا التنبيه إلى أهمية الحفاظ على الذائقة الأدبية للأجيال الجديدة من خلال وضع الضوابط الفاصلة الواضحة بين الكتابة الأدبية ،وكتابات الفيسبوك ،ولن يتسنى ذلك إلا من خلال مراعاة الأكاديميين فى كليات الآداب لاختياراتهم للنصوص الأدبية التى يقررونها على الطلبة وألا يقعوا فريسة المجاملات والابتزاز العاطفي فى تلك الاختيارات ، باعتبار أن مستقبل الأدب العربي مرهون بتلك الاختيارات، فلا يعقل ولا يقبل أن نصنف مصطفى صادق الرافعى وعباس محمود العقاد وطه حسين بجوار فلان وعلان ممن سهل عليهم النشر وانتهكوا حرمته، اللهم بلغت اللهم فاشهد.
نهى الرميسي