تكنولوجيا واتصالات
حقيقة ظهور كوكب جديد خارج المجموعة الشمسية صالح للحياة
سعد الحلوانيقالت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا إن دراسة حديثة توصلت إلى أن كوكب Ross 128b وهو واحد من أقرب الكواكب خارج المجموعة الشمسية إلى الأرض، قد يكون داعمًا للحياة حيث يقع على بعد 11 سنة ضوئية فقط من كوكبنا، ويحتمل أن يكون كوكبًا صخريًا معتدل درجة الحرارة.
وذكرت الدراسة التي نشرت في مجلة The Astrophysical Journal Letters أنه على الرغم من أن كوكب Ross 128b ليس توأمًا للأرض، وما زال هناك الكثير مما لا نعرفه عن نشاط الكوكب الجيولوجي المحتمل، فقد تمكنا من تقوية الحجة القائلة بأنه كوكب معتدل درجة الحرارة، أي من المحتمل أن يحتوي على ماءٍ سائل على سطحه.
وذكر موقع "ناسا" الذي نشر الدراسة أن الكوكب أثار اهتمام علماء الأحياء الفلكية منذ اكتشافه في عام 2017، ويبدو أن الكوكب يدور في "المنطقة الصالحة للسكن" لنجمه المضيف، ما يعني المسافة عن النجم الأم التي يمكن تسمح بوجود المياه السائلة على سطح الكوكب.
وتابعت الدراسة أن كوكب Ross 128b يدور حول قزم أحمر صغير قاتم، لذا فإن المنطقة الصالحة للحياة قريبة جدًا من الكوكب، ويكمل الكوكب مدارًا واحدًا كل 9.9 يوم أرضي، وتشير التقديرات الأولية أيضًا إلى أن كتلة هذا الكوكب تعادل 1.35 ضعف كتلة الأرض على الأقل، وبالتالي توجد فرصة جيدة لكونه صخريًا، تمامًا مثل كوكبنا.
وقام الباحثون بتحليل النجم الأم (القزم الأحمر) لـ Ross 128b، والمعروف باسم Ross 128، مستخدمًا تجربة مرصد اباتشي بوينت للتطور المجري التابعة لمسح سلووان الرقمي للسماء وهي عبارة عن أداة طيفية مثبتة على تلسكوب في نيو مكسيكو.
وقالت مؤلفة الدراسة جوانا تيسكي، من معهد كارنيجي للعلوم في واشنطن: "إن قدرة الأداة (APOGEE) على قياس الطول الموجي القريب من الأشعة تحت الحمراء، وهو المدى الذي كان فيه Ross 128 أكثر إشراقا، كانت أساسية لنجاح هذه الدراسة، ولقد سمحت بالتعامل مع بعض الأسئلة الأساسية حول شبه الكوكب بالأرض.
وأضافت المؤلفة أن البيانات كشفت بيانات عن وفرة بعض العناصر الرئيسية في الكوكب، بما في ذلك الكربون والأكسجين والمغنيسيوم والحديد، ولأن النجوم والكواكب التي تدور حول الكوكب تتجمع في نفس الغيمة السديمية الهائلة، فإنها تكشف عن بعض الخصائص الأساسية أيضًا، وكمثال على تلك البيانات، تشير الوفرة النجمية إلى جانب الحد الأدنى لكتلة الكوكب، إلى أن نصف قطره أقل من 1.7 مرة من نصف قطر كوكب الأرض مما يعني أنه على الأرجح كوكب صخري، يمثل هذا الرقم الحد الفاصل لاحتواء الكوكب على غلاف غازيٍ كبيرٍ جدًا مما يعني أن هذا الكوكب هو على الأرجح صخري.
ويقول الباحثون بأن معدل نسبة الحديد إلى المغنيسيوم في القزم الأحمر تشير إلى أن نواة الكوكب أكبر من تلك الموجودة في الأرض، كما حدد الفريق أن درجات الحرارة في أو بالقرب من "سطح" النجم تبلغ حوالي 5400 درجة فهرنهايت (3000 درجة مئوية) واستخدم الباحثون هذه المعلومات، بالإضافة إلى قيم نصف قطر الكوكب ومسافته المدارية، لمعرفة مقدار الطاقة النجمية التي يتلقاها الكوكب – وبناءً على النتيجة، مدى حرارته وتبين أن لهذا الكوكب "درجة حرارة توازن" تبلغ نحو 70 درجة فهرنهايت (21 درجة مئوية)، هذا لا ينبغي أن يؤخذ على أنه دليل قاطع على قابلية الحياة فيه، لأن مع ذلك فإن درجات حرارة الكواكب تعتمد بشكلٍ كبير على تكوين وسماكة غلافها الجوي، وطبيعة الهواء في هذا الكوكب لايزال لغزًا محيرًا حتى هذه اللحظة.