فن وثقافة
فاطمة عاصي تشق نفق داخل ذواتنا في رواية أيقتلنا الحنين
غاده منصور
أصدرت الخان للنشر والتوزيع رواية "أيقتلنا الحنين" للكاتبة فاطمة عاصي، الرواية تقدم قراءة ثائرة لواقعنا المعايش، حيث تضع الكاتبة فيها جل خبراتها في الحياة من خلال شخصية الرواية الرئيسية التي تسرد لنا ما تمر به من أحداث ومواقف غيرت نظرتها للحياة وغيرت حياتها، الرواية واقعية تشعرك وكأنك جزء منها بل أنت من تصنع الأحداث وتقرأها في نفس الوقت، تستند "عاصي" إلى لغة سهلة وعذبة تناقش من خلالها خبايا النفس الإنسانية، وتراعي أن تشق داخل متلقيها نفق جديد يرى به ذاته التي ربما اختفت لأسباب الحياة الصعبة.
تقول في إحدى مقاطع الرواية:
" أنضِلُ الطريق لنُفقد؟..
نُفقد تماماً مع ذلك الحنين الذى يقتلنا بداخلنا؟..
أنضِل بمِلكِنا أم نُجبر عليه؟..
أمُسَيَّر أنت فى هذا العالم.. أم تملك حق الاختيار؟..
أهو اختيار مطلق كيفما شئت.. أم تُسَيَّر لذلك الاختيار؟
لقد خُلقنا مسيرين فى عالم محتوم الخاتمة..
مسيرين بقرارات محتومة المصير..
أنضِلُ حقاً فى الدنيا أم نضِلُ عنها؟؟..
أنضِلُ الطريق لنُفقد، أم نضِلُ لنهتدى؟.."
جدير بالذكر أن هذه هي أول رواية للكاتبة فاطمة عاصي وهي في أساسها نتاج ورشة الخان للكتابة الإبداعية، التي يقدمها الشريف منجود والذي يقول عن رواية "أيقتلنا الحنين" أنها رواية اجتماعية. غنية بالتفاصيل التي تجعلنا نرى أنفسنا من الداخل نرى عيوبنا ولكن بصورة مغايرة فلا تدعو الكاتبة إلى تحسين العيوب أو تدعونا إلى أن نكون ملائكة ولكنها وبكل صدق تجعلنا نرى عيوبنا ونتفحصها دون أن تفضحنا . فقط تؤكد على أننا بشر جميعنا يخطئ ويصيب . وهو ما يجعل للحياة إيقاع وحركة، والملفت للنظر أن أحداث الرواية تدور في تعدد زمني إلا أن زمانها الروائي مستند إلى لحظة تمر بها الشخصيات. وانتظروا المزيد من هذه الكاتبة الواعدة.