تُنصح النساء الحوامل بتناول حمض الفوليكسواء من الغذاء أو عن طريق المكملات الغذائية لحماية أطفالهم من التشوهات الخلقية للدماغ والنخاع الشوكي.

ولكن اقترحت دراسة حديثة أن الكميات الكبيرة من الفوليك (فيتامين ب9) وفيتامين ب12 في جسم المرأة الحامل قد يزيد احتمالية إصابة الطفل بطيف التوحد.

قالت البروفيسورة دانييل فاللين وهي أستاذ في كلية جونز هوبكنز للصحة العامة في بالتيمور: “سيجعلنا البحث الجديد نعيد دراسة الجرعة المناسبة، البعض من حمض الفوليك أمر جيد ولكن يبدو أن المستويات في الجسم قد تزداد كثيراً وهذا سيكون أمراً سيئاً”. وأضافت: “تناول حمض الفوليك عن طريق المكملات الغذائية أمر هام بلا شك. نحن لا نريد أن تفهم أي إمرأة هذا بأن عليهن أن يتناولن المكملات الغذائية إن كن يخططن للحمل أو حوامل”.

في هذه الدراسة، كانت احتمالية إصابة أطفال النساء اللواتي كانت معدلات الفوليت لديهن عالية أثناء الحمل بالتوحد تصل إلى الضعف مقارنة بالأمهات ذوات النسبة المعتدلة. كما وجد الباحثون أن الأمهات اللواتي كانت نسبة فيتامين ب12 لديهن عالية كانت احتمالية إصابة أطفالهن بالتوحد أعلى بثلاث أضعاف.

كان الخطر بأعلى درجاته لدى النساء اللواتي كانت نسبة كلاً من فيتامين ب12 والفوليت مرتفعة لديهن حيث كانت نسبة إصابة أطفالهن بالتوحد تتجاوز 17 ضعف مقارنة بالأمهات ذوات النسبة الطبيعية لكلا المكونين. على كل حال، وجدت الدراسة رابطاً فقط ولم تثبت أن المستويات العالية سببت زيادة خطر الإصابة بالتوحد. سيتم عرض نتائج الدراسة يوم الجمعة 20-مايو في اللقاء الدولي لأبحاث التوحد في بالتيمور.

يتواجد الفوليت بشكل طبيعي في الفاكهة والخضار بينما النسخة المصنعة (حمض الفوليك) تُستعمل لدعم الخبز وحبوب الإفطار في الولايات المتحدة الأمريكية كما تتواجد على شكل مكملات غذائية لمجموعة فيتامينات.

كما وجدت الدراسة أن النساء اللواتي حصلن على المكملات الغذائية المحتوية على الفوليت وفيتامين ب12 من 3-5 مرات في الأسبوع لم يزد خطر إصابة أطفالهن بالتوحد تحديداً عندما يتم أخذ المكملات خلال الثلث الأول والثاني من الحمل، وفقاً للبروفيسورة فاللين.

تنصح العديد من الجهات مثل مارتش أو دايمز، الكلية الأمريكية لأطباء النسائية والعقم والعديد من الجمعيات الطبية أن تتناول النساء حمض الفوليك لتجنب التشوهات الخلقية للأنبوب العصبي وهذا يحدث ل3000 حالة حمل في العام في الولايات المتحدة الأمريكية.

أضافت البوفيسورة فاللين أن الدراسات الحديثة بينت أن الفوليت وفيتامين ب12 قد يقي الجنين من الإصابة بالتوحد لاحقاً.

للمزيد من البحث بخصوص هذا التأثير قامت البروفيسورة فاللين وزملائها بتحليل بيانات 1400 أمرأة وطفل في جماعة بوستون للولادة وهو للأقليات ذوات الدخل المنخفض. كانت الولادات ما بين عام 1998-2013 وتمت المتابعة لعدة سنوات. تضمنت الدراسة فحص مستويات الفوليت في دم الأم بعد ثلاثة أيام من الولادة. ووجد الباحثون أن واحدة من كل عشرة أمهات كان لديها ما يُدعى كميات عالية من الفوليت و6% من الأمهات كانت لديهن مستويات فيتامين ب12 مرتفعة.

قالت البروفيسورة فاللين: “وجدنا أن الأمهات اللواتي كان مستوى فيتامين ب12 أو الفوليت لديهن عالي جداً (أعلى بكثير من الحد الطبيعي) كانت احتمالية تشخيص أطفالهن بالتوحد لاحقاً عالية”. لم تتمكن البروفيسورة فاللين وزملائها من تحديد بالتأكيد من البيانات إن كانت مستويات فيتامين ب12 أو الفوليت مرتفعة لدى الأمهات حول موعد الولادة بالرغم من أن العديد منهن أكدن تناولهن للمكملات الغذائية خلال فترة الحمل.

علقت البروفيسورة فاللين قائلة: “قد يكون أن الأمهات تعرضن جينياً لكميات عالية من الفوليت وفيتامين ب12 في أجسامهن أو أنهن يحصلن على كميات عالية من الغذاء أو المكملات الغذائية. يجب على النساء التحدث مع طبيب النسائية حول غذائهن والمكملات الغذائية المُتناولة وأيها قد يؤثر على مستويات فيتامين ب12 والفوليت في أجسامهن”.

الدكتور باول وانغ وهو نائب رئيس البحث الطبي للتوحد أكد أنه ما زال مبكراً للتأكد من نتائج الدراسة وبناء قرارات خاصة أن الدراسة لم تنشر في مجلة طبية بعد. وأنه يجب مشاهدة الدراسة كاملة والنظر إلى كل البيانات التي حصلوا عليها. وأن الدراسة تُظهر فائدة الفوليت وفيتامين ب12 في الوقاية من الإصابة بالتوحد لدى الأمهات الواتي تناولن المكملات الغذائية 3-5 مرات في الأسبوع. وختاماً أضاف: “ما آمنا به دوماً أنه حقيقة يبقى حقيقة وهو أن المكملات الغذائية تقلل خطر الإصابة بالتوحد، في المختصر يجب على الأمهات تناول المكملات الغذائية التي ينصح بها الطبيب لتقليل الخطر على الجنين”.