شئون عربية
بلومبيرج: السعودية أنقذت أسعار النفط
وكالاتمن الواضح أن الجهود التي قادتها المملكة العربية السعودية لإجراء خفض جماعي في إمدادات السوق يعتبر الأكبر في التاريخ، بدأت تؤتي ثمارها بعودة الأسعار إلى الانتعاش وانتهاء ما يسمى بـ "نيسان الأسود".
وبعد أن ترنحت أسعار خام غرب تكساس إلى ما دون الصفر في بعض مناطق العالم وهوى سعر خام بحر الشمال برنت إلى ما يقارب 15 دولارا للبرميل في أبريل الماضي، عاودت الأسعار صعودها لتتجاوز 30 دولارا للبرميل.
رغم ذلك تبقى هناك بعض المخاطر التي تتمثل في تدهور اقتصادات العديد من الدول نتيجة تفشي وباء كورونا، ما يعني تأخر انتعاش الطلب وتراجع الفائض والمخزون الدولي.
ووفقا لوكالة بلومبيرج الأمريكية، فإن انتعاش الأسعار كان أسرع مما كان متوقعا، لكنه لم يكن سهلا وكان نتيجة قرارات مؤلمة بخفض الإنتاج بشكل كبير قادتها السعودية.
وقال كبير الاقتصاديين في مؤسسة أندورا لإدارة الثروات الفرنسية بيير أندورا: "أعتقد أن الأسوأ انتهى وبات وراءنا لأن أوبك خفضت بما فيه الكفاية والطلب سيعاود نموه تدريجيا".
ونقلت الوكالة عن الأمين العام لأوبك محمد باركندو قوله: إن نحو 17 مليون برميل من النفط ستخفتي من السوق بحلول الشهر المقبل نتيجة التخفيضات الكبيرة التي وافقت عليها أوبك وشركاؤها، بما في ذلك روسيا، بعد انهيار الأسعار الشهر الماضي.
ولفتت الوكالة إلى أن التطورات الإيجابية الأخرى تشمل "تباطؤ تراجع الطلب العالمي المتوقع بنحو 30% في شهر أبريل الماضي" وأن القلق إزاء نفاد أماكن تخزين الخام والمنتجات البترولية في العالم اختفى تماما.
وقالت الوكالة: "رغم تلك التطورات المشجعة فإنه لا يزال هناك مخاطر جسيمة تتمثل في صعوبة إعادة فتح الأسواق في أوروبا وأمريكا وآسيا، وأن تلك الأسواق يمكن إعادة إغلاقها في حال تفشي موجة ثانية من وباء كورونا".
وأشارت إلى تصريحات أخيرة لرئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي الأمريكي جيروم بويل قال فيها إن تعافي الاقتصاد الأمريكي لن يبدأ قبل نهاية عام 2021، ما يعني أن عودة النمو في الطلب على النفط في الولايات المتحدة ستتطلب وقتا ربما حتى اكتشاف لقاح ضد كورونا.
ولفتت الوكالة إلى أن انهيار الأسعار تسبب في إفلاس بعض شركات النفط الأمريكية وقيام عدد منها بإغلاق بعض مرافق الإنتاج نظرا لارتفاع تكلفة الإنتاج في الولايات المتحدة مقارنة مع دول الخليج ومنتجين آخرين.
من جانبها قالت "إدارة معلومات الطاقة" الأمريكية في تقرير أخير إن شركات النفط في الولايات المتحدة ستواصل خفض إنتاجها في الفترة المقبلة نتيجة انهيار الطلب متوقعة تراجع إنتاج النفط الصخري إلى حوالي 11.7 مليون برميل يوميا العام الجاري ثم يواصل انخفاضه ليصل إلى 10.9 مليون برميل يوميا عام 2021.
وقال الإدارة: "لا تزال الصورة قاتمة وغير معروفة بسبب تطورات وباء كورونا.. إلا أن الشركات الأمريكية قد تعيد النظر في قراراتها الاستثمارية إذا ما تعافت الأسعار في حال التزمت منظمة أوبك بالتخفيضات الكبيرة التي أعلنتها