العالم
”كورونا” يشعل صراعات لم تكن في الحسبان!
وكالاتخرجت تداعيات ناجمة عن تفشي مرض كورونا عن المألوف، حيث صادرت تشيكيا شحنة مساعدات طبية كانت متوجهة إلى إيطاليا، واستولى إيطاليون على سفينة تحمل شحنة معقمات كانت في طريقها إلى تونس.
وكانت السلطات التونسية أعلنت أن الباخرة المحملة بمواد كحولية طبية، سُرقت في عرض البحر، في حادثة مشابهة لتلك التي حصلت في تشيكيا لشحنة من الكمامات الطبية وأجهزة التنفس الصناعي كانت مرسلة من الصين إلى إيطاليا التي تعاني من تفش قاس لجائحة كورونا "كوفيد – 19"، تجاوز عدد ضحاياها ما سُجل في الصين.
وكانت وسائل إعلام إيطالية أفادت بأن السلطات التشيكية اعترضت مؤخرا شحنة ضخمة تتكون من 680 ألف كمامة طبية، أرسلتها الصين إلى إيطاليا للمساعدة في مكافحة الوباء.
بالمقابل، تذرعت السلطات التشيكية بالقول إن شحنة المعدات الطبية تلك صودرت من مضاربين سعوا إلى بيعها بأسعار باهظة.
ولاحقا أظهرت صور ومقاطع فيديو أدلة تدحض الرواية الرسمية التشيكية، حيث بدت شاحنات تابعة للشرطة محملة بصناديق تحمل صورا للأعلام الصينية والإيطالية وكتابة باللغتين الإيطالية والصينية.
وفي تطور لاحق، ذُكر أن الحكومة التشيكية أعلنت أنها تولي اهتماما بما حصل، وستحاول الآن مع إيطاليا والصين حل المشكلة.
الجانب الآخر من هذه المشكلة ظهر في معظم دول العالم منذ الأيام الأولى لتفشي الوباء، وتمثل في تقارير أكدت أن المنظومات الصحية الوطنية غير قادرة على مواجهة جائحة كبيرة بهذا الحجم.
وأعلن في إيطاليا أن هذا البلد الأوروبي والصناعي، يعاني من نقص وُصف بالكارثي في أجهزة التنفس الصناعي، الضرورية لحالات معالجة الإصابة بالفيروس التاجي الجديد الحرجة.
هذا الأمر الخطير سرى حتى على الولايات المتحدة، حيث أعلن وزير الصحة الأمريكي، أليكس هازارد، أن بلاده في حاجة إلى 300 مليون كمامة طبية نوع "N95"، لحماية المواطنين الأمريكيين من الفيروسات التاجية، فيما المتاح أقل من هذا العدد عشر مرات.
كما أعلنت السلطات المحلية في نيويورك مؤخرا أن المدينة ستشهد نقصا حادا في الكمامات الطبية وأجهزة التنفس الصناعي في غضون أسبوع.
وحذر عمدة نيويورك، بيل دي بلاسيو، من أن المدينة إذا لم تتلق مساعدة عاجلة تتمثل في المئات من أجهزة التنفس الصناعي وملايين الكمامات الطبية، فالوضع قد يصل إلى حد العجز عن إنقاذ المرضى.
وتحاول السلطات الأمريكية إيجاد حلول عاجلة لنقص المعدات الطبية الضرورية لمكافحة هذه الجائحة، وهي تسعى إلى إعادة تأهيل مصانع السيارات والشاحنات ليكون بمقدورها صنع أجهزة التنفس الصناعي والأجهزة الطبية الأخرى المتخصصة في تقطير المعقمات الكحولية وغيرها من الأجهزة الطبية الضرورية حاليا.
بالمقابل، يقول الخبراء إن إعادة تأهيل المصانع لإنتاج معدات مختلفة تماما، سيستغرق وقتا طويلا وجهودا كبيرة جدا، فيما يزداد النقص في المعدات الطبية حدة كل يوم.