العالم
خلال اتصال مع ترامب.. رئيس الصين يؤكد ضرورة تعاون بكين وواشنطن لمكافحة «كورونا»
وكالاتأكد الرئيس الصيني "شي جين بينج" ضرورة تعاون واتحاد بكين وواشنطن لمكافحة فيروس "كورونا الجديد" (وباء كوفيد-19)، معتبرا في الوقت نفسه أن العلاقات الصينية الأمريكية تمر حاليا بمنعطف مهم، وأن التعاون هو الخيار الصحيح الوحيد للجانبين.
وقال بينج –خلال اتصال هاتفي اليوم -الجمعة- مع نظيره الأمريكي "دونالد ترامب"- إنه منذ تفشي الفيروس، حافظت الصين دائما على موقف شفاف ومسؤول وتبادلت مع منظمة الصحة العالمية والدول بما في ذلك الولايات المتحدة المعلومات ذات الصلة بالفيروس في الوقت المناسب، والتي تضمنت التسلسل الجيني للفيروس وغيرها من المعلومات، إلى جانب تبادل تجارب الرصد والعلاج مع جميع الأطراف بدون تحفظ، وقيام الصين بكل ما في وسعها لتقديم الدعم والمساعدة للدول، وأنها ستواصل القيام بذلك والعمل مع المجتمع الدولي للقضاء على هذا الوباء.
وأضاف أن "الأمراض الوبائية، بغض النظر عن الحدود والأعراق، هي عدو مشترك للبشرية، ولا يمكن القضاء عليها إلا عندما يستجيب المجتمع الدولي معا"، مشيرا إلى أنه "بالجهود المشتركة لجميع الأطراف، عقد قادة مجموعة العشرين أمس اجتماع قمة لتنسيق الجهود بشأن مكافحة "كوفيد-19" وحققوا نتائج إيجابية، ويؤمل أن يعزز جميع الأطراف التنسيق والتعاون، ويتم تنفيذ نتائج القمة، وضخ زخم قوي لتعزيز التعاون الدولي لمكافحة الأمراض الوبائية وتحقيق الاستقرار في الاقتصاد العالمي".
وأعرب بينج عن استعداد بلاده للعمل مع جميع الأطراف، بما في ذلك الولايات المتحدة، لمواصلة دعم منظمة الصحة العالمية في الاضطلاع بدور مهم، وتعزيز تبادل المعلومات والخبرات المتعلقة بالوقاية والمكافحة، وتسريع البحث والتعاون العلميين، وتعزيز تحسين الإدارة الصحية العالمية، وتعميق تنسيق سياسات الاقتصاد الكلي، واستقرار السوق، وضمان تحقيق التنمية وسبل معيشة الناس، وأن تكون سلسلة التوريد العالمية مفتوحة ومستقرة وآمنة.
وقدم الرئيس الصيني شرحا تفصيليا لنظيره الأمريكي بشأن التدابير التي اتخذتها الصين لمكافحة الوباء، فيما أشار بينج إلى أنه قلق للغاية بشأن وضع الوباء في الولايات المتحدة، وأن الشعب الصيني يأمل بإخلاص أن تسيطر الولايات المتحدة قريبا على انتشار الوباء وتقلل من حجم الخسائر ذات الصلة على الشعب الأمريكي.
وتابع بينج أن الصين اتخذت دائما موقفا إيجابيا تجاه التعاون الدولي في الوقاية والرصد، وأنه في ظل الظروف الحالية، يتعين على الصين والولايات المتحدة الاتحاد لمكافحة الوباء، لافتا إلى أن السلطات الصحية وخبراء الوقاية والمكافحة في البلدين حافظا على اتصالات حول وضع الوباء على المستوى العالمي، والتعاون الصيني الأمريكي في الوقاية والسيطرة.
كما أعرب عن استعداد الصين لمواصلة تبادل المعلومات والخبرات مع الولايات المتحدة بدون تحفظ، منوها إلى أن بعض المقاطعات والمدن والمؤسسات الصينية قدمت إمدادات طبية للولايات المتحدة، وأن الصين تدرك الوضع الصعب الحالي التي تواجهه الولايات المتحدة، وأن بكين على استعداد لتقديم الدعم في حدود قدراتها.
وأكد بينج أنه لا يزال هناك عدد كبير من المواطنين الصينيين بمن فيهم الطلاب الدوليون متواجدون في الولايات المتحدة، وأن الحكومة الصينية تولي اهتماما كبيرا بسلامة حياتهم وصحتهم، وتأمل أن تتخذ الولايات المتحدة تدابير عملية وفعالة لحماية حياتهم وصحتهم.
وشدد على أن العلاقات الصينية الأمريكية تمر في الوقت الحالي بمنعطف مهم، وأن التعاون بين الصين والولايات المتحدة مفيد للطرفين، وهو الخيار الصحيح الوحيد، معربا عن أمله أن تتخذ الولايات المتحدة إجراءات ملموسة لتحسين العلاقات الصينية الأمريكية، وأن يعمل الجانبان معا لتعزيز التعاون في مجالات مثل مكافحة الأوبئة وتطوير علاقة خالية من الصراع والمواجهة، وقائمة على الاحترام والتعاون المربح للجانبين.
من جانبه، قال الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" –خلال المحادثة الهاتفية- إنه استمع بعناية إلى كلمة الرئيس الصيني في مؤتمر القمة الخاص لمجموعة العشرين أمس، وإنه وقادة الدول الأخرى يقدرون وجهات نظر ومبادرات الصين.
وأضاف ترمب أن كلا من الولايات المتحدة والصين تواجهان تحدي وباء "كورونا الجديد"، معربا عن سعادته للتقدم الإيجابي الذي أحرزته الصين في مكافحة الوباء.
وتابع إن "التجربة الصينية مفيدة جدا بالنسبة لي. ونشكر الصين على توفير الإمدادات الطبية للولايات المتحدة في مكافحة الوباء، وعلى تعزيز التبادلات في المجالين الطبي والصحي بين البلدين، بما في ذلك التعاون في تطوير أدوية فعالة لمكافحة الوباء".
وأضاف "ذكرت على وسائل التواصل الاجتماعي أن الشعب الأمريكي يحترم ويحب الشعب الصيني كثيرا، وأن الولايات المتحدة تولي اهتماما وتوفر الحماية للمواطنين الصينيين في الولايات المتحدة بمن فيهم الطلبة الصينيون".
واتفق رئيسا الدولتين –في ختام الاتصال- على مواصلة الاتصالات حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.