فن وثقافة
ثقافة الجيزة تناقش خطورة الإدمان وطرق التعافي منه
خالد الشربيني
بحضور أهالي وشباب مدينة العياط، عقد قصر ثقافة العياط، ندوة توعوية تحت عنوان "خطورة الإدمان وطرق التعافي منه"، أوضح خلالها الشيخ حامد موسى بمديرية أوقاف الجيزة، أن الشريعة الإسلامية إنما جاءت للمحافظة على ضروريات الحياة الخمس، والتي تشكل كينونة الإنسان المادية والمعنوية، وهي: الدين والنفس والنسل والعقل والمال، وأضاف "موسى" أن هذا الحفظ الذي جاءت به الشريعة له مستويان: مستوى الحماية، ومستوى الرعاية، أما مستوى الحماية فتعنى به الوقاية وإبعاد الأضرار والمؤذيات، وأما مستوى الرعاية فيعنى به السعي لتحقيق الغاية المرجوة وهي العبادة المطلقة لله، والمخدرات بكل أنواعها وسائر نتائجها تشكل خطرا واضحا واعتداء سافرا وتهديدا قاطعا لهذه الضروريات الخمس.
بينما أضاف الشيخ شعبان حجاج خلال مداخلته، أن حكم المخدرات هو التحريم؛ وذلك لثبوت آثارها السلبية السيئة، ومضارها القاطعة اليقينية، ومخاطرها المحققة على الأفراد والمجتمعات البشرية، موضحا أن المخدرات تلتقي مع الخمر في علة التحريم، وهي الإسكار بإذهاب العقل وستر فضل الله تعالى على صاحبه به؛ فتُشمَل بحكمه.
ومن جانبه أشار عماد الدين محمد مدير رئيس قسم علاج الادمان بمستشفى د .جمال ماضي ابو العزائم، إلى تعريف الإدمان بأنه الحالة الناتجة عن استعمال مواد مخدرة بصفة مستمرة؛ بحيث يصبح الإنسان معتمدا عليها نفسيا وجسديا، بل ويحتاج إلى زيادة الجرعة من وقت لآخر ليحصل على الأثر نفسه دائمًا، لدرجة تسبب أشد الضرر بالجسم والعقل فيفقد الشخص القدرة على القيام بأعماله وواجباته اليومية.
وفي السياق أوضح صابر علي الأخصائي نفسي لعلاج الإدمان، علامات الشخص المدمن، مثل التغير المفاجئ في نمط الحياة كالغياب المتكرر والانقطاع عن العمل أو الدراسة، الخروج من البيت لفترات طويلة والتأخر خارج البيت ليلًا، التعامل بسرية فيما يتعلق بخصوصياته.تقلب المزاج وعدم الاهتمام بالمظهر، الغضب لأتفه الأسباب، التهرب من تحمل المسؤولية واللامبالاة، والميل إلى الانطواء والوحدة.
وأثناء حديثه حذّر ياسر فتحى (معالج X addict) متعافى من الإدمان منذ ١٧ عاما، الشباب المشاركين بالندوة، من التورط في عالم المخدرات، وأكد أن الإدمان "مرض خبيث"، كلما استسلمت له ازداد شراسة وفتكا واستطرد: "عيش مبطل أحسن ما تبطل تعيش"، كما وجه ياسر رسالته إلى الأهل قائلا:" إن الإهمال وغياب الرقابة المتزنة من الأهل، والتشتت العائلي، تهيئ البيئة المثالية لانجراف الابن إلى طريق الإدمان، كما أن اهتمام الأهل وتساهلهم الزائد، أو قسوتهم، وشدتهم العمياء، لا تقل خطورة عن الغياب والإهمال، إذ تقود كثيرا من الشباب إلى المصير نفسه".
جاءت الندوة ضمن برامج التوعية التي تقدمها بالهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة المخرج هشام عطوة، بفرع ثقافة الجيزة برئاسة د.نهى نبيل، وإشراف إقليم القاهرة الكبرى برئاسة لاميس الشرنوبي.
واختتمت الندوة بتكريم بعض الأشخاص المتعافين من الإدمان، وأيضا بعض الشخصيات ذات الدور الفعال في علاج الإدمان، بحضور أميرة عبيد نائب رئيس مجلس مركز ومدينة العياط، وعبد الفتاح أحمد مدير قصر ثقافة العياط.