مثقفين بندوة ”الشباب..وبناء الإنتماء” بالأعلى للثقافة: تكثيف الجهود للتوعية بالمسؤولية الأخلاقية

جريدة البوابة المصرية
جريدة البوابة المصرية
سكرتير عام مطروح يتابع الخدمات المقدمة للمواطنين بمركز الحمام مثقفين بندوة ”الشباب..وبناء الإنتماء” بالأعلى للثقافة: تكثيف الجهود للتوعية بالمسؤولية الأخلاقية حفل توقيع كتاب..سقف جديد للإبداع.. عن خالد النبوي بحضور مؤلفه أيمن الحكيم خالد النبوي في مؤتمر تكريمه بالأقصر: الوصول للعالمية يحتاج للإرادة و أتمني تقديم شخصية أمنحتب تصال هاتفى لوزير الخارجية والهجرة بنظيره بغينيا بيساو نيابة عن الرئيس السيسي، سفير مصر في واشنطن يشارك في مراسم تأبين كارتر اسلام يوسف..يكتب الفريدو باتشينو..الأب الروحي إنتاجية النص وتداولية الخطاب.. كتاب صفوت على صالح بمعرض القاهرة ال56 تعرف من عارف علي مواعيد مبارايات اليوم الجمعة 10 يناير 2025 تعرف من عارف علي اسعار الذهب اليوم الجمعة 10 يناير 2025 د.سويلم يشارك بورشة عمل..الإدارة الرشيدة للمياه الجوفية في محافظة الوادي الجديد تعرف من عارف علي اسعار الحديد والاسمنت اليوم الجمعة 10 يناير 2025

كتاب الادب

مثقفين بندوة ”الشباب..وبناء الإنتماء” بالأعلى للثقافة: تكثيف الجهود للتوعية بالمسؤولية الأخلاقية

جانب من الندوة
جانب من الندوة

يُعد الانتماء من القيم الأساسية التي تُبنى عليها الهوية الشخصية والاجتماعية للشباب، حيث يعزز الشعور بالمسؤولية الفردية والجماعية، ويدعم الارتباط بالمجتمع ومؤسساته، وخاصة أن الشباب هم طاقة الأمة ومحركها الأساسي للتغيير والتنمية، ولذلك فإن تعزيز انتمائهم ومسؤوليتهم الأخلاقية يشكل أساسًا ضروريًا لتحقيق النهضة المجتمعية.

وفي إطار خطة نشاط وزارة الثقافة، وتحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، عُقدت ندوة بعنوان "الشباب المصري.. بناء الانتماء والمسؤولية الأخلاقية" في قاعة المجلس الأعلى للثقافة، حيث أقيمت الندوة بإشراف الدكتور أشرف العزازي، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، وبحضور الدكتور أحمد زايد، رئيس مكتبة الإسكندرية ورئيس لجنة مكافحة الإرهاب والتطرف بالمجلس الأعلى للثقافة، والدكتورة منى الحديدي، رئيس لجنة الشباب بالمجلس، وعدد من الكتاب والمثقفين والشباب.

أدار المستشار أيمن فؤاد، رئيس محكمة الاستئناف العالي بالقاهرة وعضو لجنة مواجهة التطرف والإرهاب، الندوة مؤكدًا خلال حديثه: أن المجتمع يواجه اليوم تحديات كبيرة في مختلف المجالات، سواء على المستوى الجنائي، القانوني، السياسي، أو الإعلامي.

وأشار إلى أن من أبرز هذه التحديات تراجع مفهوم الانتماء، حيث أصبحت الجهود الفردية تطغى على العمل الجماعي نتيجة نقص المهارات وضعف التشبيك، لافتاً إلى تراجع ثقافة التعاون والعمل ضمن فرق، مشددًا على أهمية إعادة إحياء هذه القيم الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة.

ودعا إلى تكثيف الجهود لتوعية الشباب بأهمية المسؤولية الأخلاقية، التي تسهم في تعزيز العلاقات الاجتماعية ومواجهة التحديات، مع التركيز على الدور المحوري للتعليم في تنمية وعي الشباب وتطوير مهاراتهم.

أما الدكتورة سامية قدري أستاذ علم الاجتماع- جامعة عين شمس- عضو لجنة مواجهة التطرف أكدت أن الشباب هم وقود التغيير في المجتمع، سواء كان إيجابيًا أو سلبيًا، لكن علينا أن نتعامل معهم باعتبارهم فئات متنوعة وليست كتلة متجانسة، جيل اليوم يختلف عن الأجيال السابقة بفعل تأثير التكنولوجيا والثقافات العالمية التي شكلت أفكارهم وسلوكياتهم، ومن الضروري فهم هذه الفئات المختلفة والعمل على دمجها في المجتمع من خلال تعزيز انتمائها وسلوكياتها الإيجابية.

أما الدكتورة شيماء حلمي، مدرس بقسم علم الاجتماع بكلية الأداب- جامعة الدمنهور- عضو لجنة الشباب، قالت إن الانتماء والمسؤولية الأخلاقية هما نسيج واحد. فالانتماء يتضمن التزامًا أخلاقيًا نحو المجتمع، ويؤدي إلى بناء قيم ومبادئ مشتركة، الشباب هم الاستثمار الحقيقي لأي مجتمع، ويجب أن نعمل على تعزيز ثقتهم بأنفسهم، لأنهم أساس التنمية المستدامة، والشخص الذي يمتلك انتماءً قويًا يسعى دائمًا للتطور ولتحقيق الإضافة لمجتمعه".

بينما كشف المهندس محمد الحارثي استشاري تكنولوجيا وأمن المعلومات- عضو لجنة الشباب، أننا نشهد اليوم أجيالًا مختلفة ثقافيًا وفكريًا، حيث أصبح الشباب يثقون في الآلة والمنصات الرقمية أكثر من ثقتهم بأنفسهم أو بأسرهم، مؤكدا أن هذه المنصات تؤثر بشكل كبير على الوعي وتشكيل القيم.

وشدد "الحارثي" على أننا بحاجة لفهم عميق لهذا الجيل والتعامل مع تحدياته، خاصة أن التكنولوجيا أصبحت وسيلة قوية لتغيير الوعي بشكل يفوق الحروب التقليدية.

وأشار الكاتب محمد خضير، الصحفي ببوابة روز اليوسف- عضو لجنة الشباب، ان الإعلام والثقافة هما وجهان لعملة واحدة في بناء الشباب وتعزيز القيم الأخلاقية، وعلى الإعلام أن يلعب دورًا كبيرًا في مناقشة الظواهر الاجتماعية ومعالجتها، خاصة تلك التي تؤثر على الشباب.

أشار "خضير" الى التنوع الإعلامي الحالي يمثل فرصة وتحديًا، وعلى الصحفيين تطوير أنفسهم لمواكبة هذه التغيرات من أجل الوصول إلى الشباب وتوعيتهم، موضحا أنه يستلزم وضع خطط اتصالية ورسم سياسات إعلامية يمكن أن تساعدهم في تنفيذ مهامهم بحرفية والقيام بواجباتهم بمهنية وتأدية وظائفهم بفاعلية في منظومة العمل مع هذه الفئة الهامة – الشباب – من فئات المجتمع، ولاسيما في ظل البيئة الإعلامية الجديدة التي تفتح نوافذها دون حاجز أو عائق أمام ملايين الشباب.

وأكد الدكتور محمد الخزامي أستاذ نظم المعلومات الجغرافية بجامعة الفيوم- عضو لجنة مواجهة التطرف والإرهاب، أن النماذج العالمية مثل اليابان وألمانيا والولايات المتحدة تميزت بتركيزها على بناء الإنسان والمجتمع، والتعليم والبحث العلمي يلعبان دورًا أساسيًا في هذا السياق، حيث يسهمان في تنمية الفكر وبناء القيم الأخلاقية، وعلينا أن نستفيد من هذه النماذج لتحقيق التنمية المستدامة والتكيف مع التغيرات العالمية.

وفى مداخلة بالندوة شددت الدكتورة منى الحديدي على أن الشباب المصري يمثل ثروة الأمة ورأس مالها الاجتماعي والبشري، لذا فإن قضاياهم يجب أن تُناقش بجدية، بعيدًا عن النزعة الفردية والذاتية التي قد تُضعف دورهم في بناء المستقبل، ولأن الشباب هم الأساس في تحقيق التنمية المستدامة، فإن علينا السعي لدمجهم في كافة الأنشطة الثقافية والاجتماعية بدلاً من الاكتفاء بمحاولة إيصال صوتنا إليهم دون سماع رؤيتهم.

واشارت الدكتورة منى، إلى أن التفاعل المباشر مع الشباب هو السبيل لجعلهم ليس فقط مستمعين، بل مشاركين فاعلين في صياغة الأفكار والحلول، لذلك، نعمل على إشراكهم في الأنشطة والفعاليات المختلفة، حيث يعبرون عن تحدياتهم وأحلامهم، ويشاركون في صناعة القرار، موضحة إن تمكين الشباب ليس مجرد شعار، بل هو ضرورة لضمان مستقبل أفضل، حيث يشارك الجميع في بناء مجتمع واعٍ وثقافة متطورة.

وقال الدكتور أحمد زايد، إن في ضوء فهمي للمجتمعات الحديثة، يبدو أن مفهوم المسؤولية الأخلاقية بات مرفوضًا ضمن منظومة القيم السائدة، والمجتمعات الحديثة ليست مرنة كما تبدو، بل تتسم بجمود في التعامل مع القضايا الكبرى، مثل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، الذي يعكس تعقيد الحياة السياسية مقارنة بسيولة السلع في الأسواق.

وفي الختام شهدت الندوة تفاعلًا كبيرًا من الحضور، وأكد المشاركون أهمية تضافر الجهود بين الثقافة والتعليم والإعلام لتعزيز الانتماء والمسؤولية الأخلاقية لدى الشباب، باعتبارهم الركيزة الأساسية لمستقبل مصر.



Italian Trulli